05 ديسمبر 2025

وجّه بنك الجزائر بحظر التعامل بالعملات الرقمية داخل البنوك ومؤسسات الدفع، مما يعزز الرقابة لمواجهة غسل الأموال والتمويل غير المشروع، وفرض النظام 14 مؤشراً للكشف عن المعاملات المشبوهة، وإجراءات تشديدية تشمل التحقق الدقيق من العملاء ومراقبة التحويلات.

أصدر بنك الجزائر المركزي توجيهاً ملزماً جديداً يفرض حظراً كاملاً على التعامل مع الأصول الافتراضية والعملات الرقمية المشفرة داخل جميع البنوك ومؤسسات الدفع الوطنية، بما في ذلك مؤسسة بريد الجزائر.

يأتي هذا القرار في إطار الجهود الرسمية لتعزيز صلابة المنظومة المالية ومواجهة المخاطر المتزايدة الناتجة عن استخدام هذه الأصول في أنشطة غير قانونية كغسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وأصدرت اللجنة المصرفية التابعة للبنك المركزي التوجيه رقم 06/2025 الذي يمنع بشكل قاطع إجراء أي معاملات أو إقامة علاقات تتعلق بالأصول الافتراضية.

وشددت الوثيقة الرسمية على ضرورة تطوير المؤسسات المالية لأدوات مراقبة داخلية أكثر صرامة لضمان الامتثال الكامل لهذا المنع، خاصة في ظل الاستغلال المتزايد للعملات الرقمية في الأنشطة غير المشروعة.

وأوضحت الوثيقة أن الهدف الرئيسي يتمثل في وقاية المؤسسات المالية من المخاطر المرتبطة باستخدام الأصول الافتراضية، مع الإشارة إلى أن الجمهور لا يزال بإمكانه استخدام هذه الأصول عبر منصات أجنبية.

لذلك تهدف التوجيهات إلى توجيه البنوك ومؤسسة البريد لوضع آليات وإجراءات تمنع استخدام أنظمة الدفع المحلية لدعم مثل هذه المعاملات.

وضع بنك الجزائر نظاماً متكاملاً للكشف عن العمليات المشبوهة يعتمد على أربعة عشر مؤشراً دقيقاً، تشمل مؤشرات تستدعي التحقيق العاجل، وأنماط معاملات تشير إلى نشاط غير قانوني، ومؤشرات ترتبط بسلوكيات العملاء المشبوهة.

ويستند هذا النظام إلى الإطار التشريعي الوطني لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

تفرض التوجيهات الجديدة على المؤسسات المالية سلسلة من الإجراءات الصارمة تشمل التحقق الدقيق من هويات العملاء وفهم مصادر أموالهم، وإجراء بحوث رقمية متعمقة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للكشف عن أي صلات محتملة بالأصول الافتراضية.

كما تلزم بمراقبة دقيقة للتحويلات المالية وخاصة تلك الموجهة نحو منصات العملات الرقمية، مع استخدام قوائم كلمات مفتاحية محددة للرصد.

وشملت التوجيهات تحذيرات صريحة من استخدام أدوات إخفاء الهوية مثل المحافظ الرقمية المجهولة وتقنيات التفتيت الرقمي التي تستخدم لتقسيم العمليات المالية وإخفاء مصادرها الحقيقية.

ألزم البنك المركزي المؤسسات المالية بتعزيز هياكلها الرقابية الداخلية من خلال إعداد سياسات مكتوبة واضحة للمراقبة والحظر، وتدريب العاملين على مخاطر الأصول الافتراضية وطرق اكتشاف التعاملات المشبوهة، وإجراء عمليات تدقيق دورية للتأكد من فعالية أنظمة الرقابة المطبقة.

كما حددت التوجيهات عدداً من مؤشرات المخاطر الإضافية التي تتطلب اليقظة، مثل التحويلات نحو منصات مجهولة، والتغير المتكرر لعناوين الإنترنت، أو الارتباط بشبكة الإنترنت المظلم، والتحويلات الصغيرة المتكررة دون مبرر واضح، إضافة إلى المعاملات غير المتناسبة مع الدخل المعلن للعملاء.

تنص الإجراءات المعتمدة على ضرورة الإبلاغ الفوري لأي عملية مشبوهة إلى خلية معالجة الاستعلام المالي، مع تقديم كافة المعلومات المتوفرة حول العملية محل الاشتباه.

وجاء في تبريرات البنك المركزي أن العملات المشفرة تفتقر إلى الضمان الحكومي والغطاء المالي الرسمي، مما يجعلها بيئة عالية الخطورة تشكل تهديداً حقيقياً للاستقرار المالي الوطني.

الجزائر تقرر الإفراج الاستثنائي عن جميع البضائع العالقة في المنافذ الجمركية

اقرأ المزيد