05 ديسمبر 2025

انطلق في 25 يونيو في مدينة سانت بطرسبرغ المرحلة الأولى من المنتدى الاقتصادي الروسي الليبي، حيث استقبلت العاصمة الشمالية لروسيا أكثر من 30 ممثلاً عن قطاع الأعمال والمؤسسات الحكومية الليبية، إلى جانب ما يزيد عن 50 شركة روسية.

ويعتبر هذا اللقاء الأول من نوعه الذي ينعقد في روسيا منذ عقود، بعد أن تم تشكيل مجلس الأعمال الروسي الليبي العام 2007 في طرابلس، وبعد عقود من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وفي العام الماضي 2024، عقد المنتدى أول لقاءاته في بنغازي، الأمر الذي دشّن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، والتي شهدت خلال السنوات الماضية نمواً غير مسبوق.

الهدف الأساسي من المنتدى هو بناء شراكة مستدامة ومثمرة بين روسيا وليبيا في قطاعات اقتصادية رئيسية، هو من تنظيم “جمعية المديرين ورجال الأعمال” ونادي الأعمال “بيئة القادة”.

وذكر رئيس جمعية المديرين ورجال الأعمال، أزات غولوف، أن لقاء فبراير الماضي في بنغازي كان نقطة الانطلاق لهذه العلاقات.

وقال غولوف: “نحن اليوم نشهد المنتدى الاقتصادي الروسي الليبي الثاني، إذ كان الأول في فبراير في مدينة بنغازي الليبية. واليوم يضم وفدنا 33 شخصاً من ممثلي وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وهيئة الاستثمار، ووزارة الكهرباء، بالإضافة إلى قادة شركات تجارية ومجموعات استثمارية كبرى”.

وجاء منتدى سانت بطرسبرغ ليعلن فتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الاقتصادية الروسية الليبية، التي ستبلغ 70 عاماً هذا العام 2025.

وأوضح غولوف: “في المقام الأول، نتحدث عن قطاع الطاقة الكهربائية، حيث يمثل 15 من أصل 33 من أعضاء الوفد الليبي هذا القطاع. ويأتي في المرتبة الثانية قطاع الصناعات الغذائية والزراعة، إضافة إلى قطاع الطب والاستثمار”.

وشهد المنتدى تنظيم طاولة مستديرة متخصصة في السياحة، شارك فيها ممثلون عن شركات السياحة من كلا البلدين.

وقال رئيس الوفد الليبي أحمد المقصابي: “تمتلك ليبيا ساحلًا بطول 1900 كيلومتر، ومناظر صحراوية خلابة، ومدن تاريخية عريقة، كما يجري بناء فنادق جديدة. كل هذا يجعل ليبيا وجهة جذابة للسياح الروس. وروسيا ليست فقط دولة استراتيجية بالنسبة لنا، بل هي صديق وأخ”.

وافتُتح الحدث بجلسة عامة خُصصت لاستعراض نتائج التحضير والخطوات المقبلة، حيث أشار أزات غولوف إلى أن العمل التحضيري بدأ في الربيع، وشمل دراسات تسويقية، وتبادل عروض تقديمية، وتحليل سلاسل الإمداد وتكاليف الإنتاج.

وقال: “أدركنا أننا نفتقر إلى معلومات منهجية حول السوق الليبي، لذا قررنا تنظيم منتدى متكامل. ستُجرى المفاوضات في ست قاعات، مع وجود مترجمين ومنسقين لضمان توثيق جميع الاتفاقات”.

وأكد المقصابي استعداد الجانب الليبي للتعاون العملي، وقال “هذا اللقاء هو الخطوة الأولى نحو خطوات عملية. نحن نبحث عن شركاء موثوقين، وجئنا بحزمة كاملة من المقترحات ونحن جاهزون للحوار. لسنا هنا لتبادل الكلمات فقط، بل نبحث عن مشاريع حقيقية وتعاون فعلي”.

ونيابةً عن مدينة سانت بطرسبرغ، رحبت مديرة إدارة العلاقات الخارجية في غرفة التجارة والصناعة بالمدينة، إيرينا كاربينكو، بالمشاركين في المنتدى.

وقالت كاربينكو: “سانت بطرسبرغ مركز صناعي وعلمي كبير، وميناء رئيسي ومحور للسكك الحديدية. تضم المدينة صناعات متقدمة مثل بناء السفن، وتكنولوجيا المعلومات، والصيدلة، والهندسة. وتضم غرفتنا التجارية أكثر من 4300 شركة عضوة وتعمل بنشاط على الساحة الدولية”.

كما أعربت عن استعداد غرفة التجارة والصناعة للمساعدة في إيجاد شركاء للمشاركين من الجانبين، وأضافت: “نحن نوفر منصة تجمع بين رجال الأعمال والمسؤولين، ولدينا كل ما يلزم من خدمات، من شهادات المطابقة إلى التحكيم الدولي. مرحبًا بكم في سانت بطرسبرغ!”.

وأكد المنظمون أن المنتدى لم يكن مجرد فعالية شكلية، بل انطلاقة حيوية وغنية نحو عمل طويل الأمد.

واختتم أزات غولوف بالقول: “نأمل أن تُوقّع غداً اتفاقيات تعاون. كل المؤشرات تشير إلى ذلك”.

يشار إلى أن المرحلة القادمة من المنتدى الاقتصادي الروسي الليبي ستُعقد في موسكو من 28 إلى 30 يونيو.


“توتال” تغادر بوركينا فاسو وسط تراجع النفوذ الفرنسي في الساحل

اقرأ المزيد