19 أكتوبر 2024

بعد عام ونصف من بداية الحرب عزز الجيش السوداني تقدمه الميداني على حساب قوات الدعم السريع، حيث وصل إلى مناطق سيطرة الأخيرة لأول مرة منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل 2023.

وأصبح الجيش السوداني يقوم بعمليات هجومية لاستعادة أجزاء مهمة من مدينتي الخرطوم وبحري، حيث نجح في السيطرة على جسر الحلفايا من جهة بحري، وتقدم في مدينة الخرطوم حتى ثلثي حي المقرن.

وخلال العشرين يوماً الماضية، نفذ الجيش السوداني ضربات جوية دقيقة ضد قوات الدعم السريع في ولايتي الخرطوم وسنار، وأسهمت هذه الغارات الجوية في تقدم الجيش وحسم عدد من المعارك، خاصة في معركة استعادة السيطرة على جبل مويا والمناطق المحيطة به.

وبحسب مصدر عسكري، شاركت 28 طائرة حربية في الغارات الأخيرة على جبهات مختلفة، مع دخول 4 طائرات جديدة (لم يُفصح عن نوعها) إلى الخدمة مؤخراً.

ومع بداية النصف الثاني من العام الثاني للحرب، حقق الجيش تقدماً نسبياً في مدينتي الخرطوم وبحري، حيث بدأ تحركه من أم درمان قبل أسبوعين، وعبرت قوات كبيرة جسر النيل الأبيض وتوغلت في حي المقرن بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.

ووفقاً للمصدر العسكري، تتواجد قوات الدعم السريع في أحياء عديدة مثل أركويت، المعمورة، الطائف، والرياض، كما تسيطر على العديد من الأحياء المهمة في وسط الخرطوم.

ومع ذلك، تمكن الجيش من فتح دائرة المواجهات تدريجياً في جنوب الخرطوم، حيث بدأ التحرك نحو منطقة الكلاكلة واشتباك مع قوات الدعم السريع في حي اللاماب.

وتستمر قوات الدعم السريع في السيطرة على مناطق واسعة، حيث تحكم قبضتها على معظم الأحياء الشرقية والوسطى في الخرطوم، بما في ذلك الخرطوم 2 و3، السجانة، العمارات، وغيرها، كما تسيطر على 18 قاعدة عسكرية تابعة للجيش في الخرطوم، مع احتفاظها بالسيطرة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم.

وبدأ الجيش الأسبوع الماضي أول عملية برية في مدينة بحري، حيث عبرت قواته جسر الحلفايا ونجحت في التوسع في المنطقة المحيطة بالجسر، وتتواصل الاشتباكات في مدينة أم درمان، حيث يحاول الجيش تعزيز موقفه في المدينة.

وتتقاسم القوات السيطرة على بعض الولايات والمدن الكبيرة، حيث يسيطر الجيش على ولايات البحر الأحمر، الشمالية، نهر النيل، كسلا، القضارف، والنيل الأزرق، بينما تتوزع السيطرة في ولايات شمال دارفور وغرب كردفان وسنار بين الجيش والدعم السريع.

وفي المجمل، يشهد السودان صراعاً متواصلاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما يؤدي إلى زيادة المعاناة الإنسانية ونزوح الملايين، مع استمرار المعارك وتغيير خارطة السيطرة بشكل مستمر.

مصر تُطلق مشروعاً جديداً لاستخلاص المعادن

اقرأ المزيد