أثار توقيع بعثة الأمم المتحدة في ليبيا اتفاق تمويل مع قطر لدعم الحوار السياسي غضب الحكومة الليبية، التي اعتبرته انتهاكاً للسيادة وعلقت التعامل مع البعثة، وأكدت البعثة أن التمويل سيدعم خارطة الطريق السياسية، بينما وصفتها الحكومة بـ”التصرف الخطير” وطالبت باعتذار رسمي.
أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن توقيع اتفاقية تمويل مقدمة من الحكومة القطرية لدعم مشروع “الحوار السياسي وتعزيز المشاركة المدنية”، فيما أثارت هذه الخطوة غضب الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب.
ورحبت الممثلة الخاصة للأمين العام هانا تيتيه بالتمويل القطري، مؤكدة أنه سيسهم في تعزيز جهود الأمم المتحدة لتنفيذ خارطة الطريق التي قدمتها لمجلس الأمن في 21 أغسطس 2025، إضافة إلى دعم المشاركة المدنية لضمان عملية سياسية “ليبية القيادة والملكية”.
ورداً على ذلك، أعربت الحكومة الليبية عن “إدانتها واستنكارها الشديدين” لما وصفته بـ”التصرف الخطير وغير المسبوق” من بعثة الأمم المتحدة، معتبرة أن توقيع اتفاق تمويل مع قطر يمثل “تجاوزاً صارخاً للصلاحيات واعتداءً مباشراً على السيادة الليبية”.
وجاء في بيان للحكومة أن “لجوء البعثة إلى تمويل خارجي لعمليات سياسية داخل ليبيا، دون أي تشاور مع الجهات الرسمية الليبية، يعد انتهاكاً للأعراف الدبلوماسية وإخلالاً بواجب الحياد المفترض في البعثات الأممية”.
وأعلنت الحكومة الليبية إيقاف جميع أشكال التعامل والتنسيق مع البعثة الأممية حتى تراجعها الكامل عن هذه الخطوة وتقديم اعتذار رسمي، مطالبةً بتوضيحات مفصلة حول دوافع الاتفاق وإلغاء أي تفاهمات مالية أو سياسية تمت “من وراء ظهر الدولة الليبية”.
وحملت الحكومة البعثةَ الأممية المسؤولية الكاملة عن “زعزعة الثقة وتقويض العملية السياسية”، مؤكدة أن أي خارطة طريق أو عملية حوارية لن تكون معترفاً بها ما لم تكن خالية من التمويل الخارجي ومرتكزة على إرادة الليبيين وحدهم.
انطلاق عيادة طبية ليبية متكاملة على متن سفينة “عمر المختار” لدعم أسطول غزة
