05 ديسمبر 2025

حذرت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن السودان من ارتكاب “جرائم واسعة النطاق ومنهجية” في مدينة الفاشر، بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها، واصفة ما جرى بأنه نقطة تحول مأساوية في الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف.

وقالت البعثة في بيان صدر أمس الجمعة إن الوضع في الفاشر “يشير إلى وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”، داعية إلى تشكيل هيئة قضائية دولية مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة، بالتنسيق مع المحكمة الجنائية الدولية، مع توسيع صلاحياتها لتشمل كامل الأراضي السودانية.

وأشار البيان إلى أن قوات الدعم السريع “أقامت هياكل قضائية موازية خارجة عن سلطة الدولة”، ونفذت “إعدامات جماعية ذات طابع عرقي، واستخدمت التجويع كسلاح حرب، ودمرت البنية التحتية للفاشر عمدا”، محذرا من تحول المدينة إلى مركز لانتهاكات ممنهجة تشمل القتل والعنف الجنسي والتهجير القسري.

وفي المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أول أمس الخميس توقيف عدد من عناصرها الذين يشتبه في تورطهم بتجاوزات خلال اقتحام المدينة، بينهم شخص يدعى “أبو لولو”، ظهر في مقاطع مصورة وهو ينفذ عمليات إعدام ميدانية، وقالت القوة في بيانها إنها باشرت تحقيقات قانونية تمهيداً لإحالة المتهمين إلى القضاء العسكري.

وأقر القائد العام لقوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تصريحات سابقة بوقوع “كارثة إنسانية” في الفاشر، معلنا تشكيل لجان محاسبة داخلية، في وقت تتزايد فيه الإدانات الدولية بعد توثيق مقتل مئات المدنيين ووقوع انتهاكات واسعة النطاق.

ومن جهة أخرى، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 60 ألف شخص فرّوا من الفاشر نحو بلدة طويلة المجاورة، على بعد 80 كيلومتراً إلى الغرب، وسط استمرار انقطاع الاتصالات عن المدينة منذ سقوطها الأحد الماضي.

وقال شهود عيان لوكالات الأنباء إن النازحين تعرضوا أثناء فرارهم لـ”إطلاق نار ونهب وضرب من قبل المسلحين”، فيما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصوّرة تُظهر ما يُعتقد أنها عمليات إعدام جماعية في شوارع المدينة.

وفي مداخلة أمام مجلس الأمن، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أن لدى المنظمة “تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية وجرائم ضد المدنيين في شمال دارفور”، معبرا عن شكوكه في “جدية التحقيقات” التي تقول قوات الدعم إنها تجريها.

وفي تطور ميداني لافت، أعلن الجيش السوداني نقل قيادة عملياته المركزية إلى مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان، بعد سقوط الفاشر، مع تنفيذ غارات جوية مكثفة على مواقع انتشار الدعم السريع في مناطق مختلفة من غرب كردفان.

وأفادت تقارير إعلامية محلية بأن الطيران الحربي السوداني قصف مواقع في مدينة بابنوسة ومحيطها، في محاولة لعرقلة تحركات قوات الدعم ومنعها من التقدم نحو مواقع الجيش في الإقليم، وسط تحذيرات من توسّع نطاق القتال إلى جبهات جديدة.

مباحثات في باماكو بين الأمم المتحدة ومالي لدعم التحديات الوطنية والإقليمية

اقرأ المزيد