تجددت الاحتجاجات في العاصمة التونسية، اليوم الجمعة، مع تجمع مئات العاطلين عن العمل منذ سنوات طويلة أمام مبنى البرلمان، مطالبين النواب بالإسراع في مناقشة مشروع قانون يتيح إدماجهم في الوظائف الحكومية.
المحتجون، الذين رفعوا شعارات من بينها “شغل، حرية، كرامة وطنية” و “لا منابر لا خطب… الشوارع والغضب”، وشددوا على ضرورة أن يضع البرلمان ترتيبات عملية تضمن حقهم في التوظيف، خاصة بعد طول انتظار لمشروع القانون الذي طُرح لأول مرة عام 2023 دون أن يصل إلى جلسة عامة للمصادقة.
ويستهدف القانون المقترح بالأساس أصحاب الشهادات العليا الذين تجاوزت مدة بطالتهم عشر سنوات، مع إعطاء الأولوية لمن هم فوق سن الأربعين، إضافة إلى مراعاة الأوضاع الاجتماعية للأسر. ورغم الضغوط الشعبية، تلوّح الحكومة بطرح صيغة بديلة بدلا من المشروع الحالي.
ولم تقتصر الاحتجاجات على العاصمة، إذ خرجت مسيرات مشابهة في مدينة سيدي بوزيد، مهد شرارة الثورة التونسية، حيث عبّر المحتجون عن خيبة أملهم من غياب سياسات تشغيل فعالة.
وتشير آخر بيانات رسمية إلى أن معدل البطالة بلغ 15.3%، فيما يشكل خريجو الجامعات ثلث العاطلين، كما يسجل “المرصد الوطني للهجرة” مغادرة أكثر من 30 ألف تونسي سنويا، بينهم أطباء ومهندسون، بحثا عن فرص عمل في الخارج.
ويرى مراقبون أن الأزمة تعود إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع استثمارات القطاع الخاص، إلى جانب تجميد الانتدابات الحكومية منذ أربع سنوات في محاولة لتقليص كتلة الأجور، وهو ما زاد من تفاقم ظاهرة البطالة طويلة الأمد.
نادي التعاون الليبي يتعاقد مع المدرب التونسي شهاب الليلي
