تحولت مظاهرات نظمتها جماعات اليمين المتطرف في عدة مدن وبلدات بريطانية إلى مواجهات عنيفة حيث شهدت مدن مختلفة أعمال شغب وهجمات على المهاجرين والمسلمين، هي الأسوأ منذ سنوات.
واستغل اليمين المتطرف الحادث المأساوي لمقتل ثلاث فتيات في حفل رقص بساوثبورت لنشر معلومات مضللة وتحريض ضد المهاجرين، بالرغم من تأكيدات الشرطة أن المشتبه به بريطاني الجنسية ولا صلة للهجوم بالإرهاب.
وتعرضت فنادق في شمال إنجلترا تأوي طالبي لجوء لهجمات مدبرة، حيث أشعل المتظاهرون النيران واقتحموا النوافذ في فنادق بمدن تامورث وروثرهام، ما أدى إلى إصابة عدد من ضباط الشرطة، ودفعت هذه الأعمال وزيرة الشرطة البريطانية للإعلان عن استراتيجية “اعتقالهم بسرعة” للتعامل مع الشغب.
بالتزامن مع الشغب، تشهد الجالية المسلمة زيادة في التهديدات وجرائم الكراهية، مع تقارير عن ارتفاع حوادث الاغتصاب والقتل ضد المسلمين، حيث حذر المجلس الإسلامي البريطاني ومنظمات مثل “تيل ماما” من الخوف والتهديدات المتزايدة ضد المسلمين، وأكدت على الحاجة لحماية أكبر للمساجد.
وأدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هذه الاضطرابات بشدة، وحذر من أن المتورطين سيواجهون “كامل قوة القانون”، واعتبر الأحداث بأنها ليست مجرد احتجاجات بل “بلطجة من اليمين المتطرف”، وشدد على أن هذه الأعمال لا تمثل القيم البريطانية.
وفي وقت سابق أعرب ستامر عن دعمه الكامل للشرطة في مواجهة هذه المظاهرات، مؤكدا على ضرورة مواجهة المتطرفين الذين يزرعون الكراهية.
كما استطاعت الشرطة من السيطرة على الوضع في ليفربول صباح أول أمس السبت، وذلك بعد تصديها لمحاولات مهاجمة الضباط بالحجار والزجاجات والألعاب النارية، وتجمع المتظاهرون المناهضون للفاشية أيضاً بالقرب من محطة لايم ستريت، داعين إلى الوحدة والتسامح ورافضين النازية.
ويشكل تجدد الاحتجاجات على مدى عدة أيام تحديا كبيرا للحكومة البريطانية الجديدة، وتضع الأمن القومي والتعايش المجتمعي تحت الاختبار.
صوفي كيمخادزي: تحديات وتوقعات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا