انتقد برلمانيون فرنسيون صمت الحكومة بعد هجوم خفر السواحل الليبي على سفينة الإغاثة «أوشن فايكينغ» في أغسطس بالمياه الدولية، ودعوا لتحقيق مستقل واعتبروا الحادث انتهاكاً للقانون الدولي وطالبوا بتعليق الدعم الأوروبي.
أعرب عدد من أعضاء البرلمان الفرنسي عن استيائهم من غياب موقف دبلوماسي رسمي من الحكومة الفرنسية عقب الهجوم الذي تعرضت له سفينة الإغاثة الإنسانية «أوشن فايكينغ» في أغسطس الماضي، أثناء قيامها بمهمة إنقاذ في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط، متهمين خفر السواحل الليبي بالوقوف وراء الحادث.
وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، اليوم الأربعاء، أن فريق منظمة «إس أو إس ميديتيرانيه» كان على متن السفينة عندما تعرض لإطلاق نار من زورق تابع لخفر السواحل الليبي، في حادثة وقعت يوم الأحد 24 أغسطس، أثناء تنفيذ مهمة إنسانية لإنقاذ مهاجرين في عرض البحر.
وأوضحت الصحيفة أن المنظمة غير الحكومية تتخذ من فرنسا مقراً لها، ومسجلة رسمياً في مدينة مارسيليا، كما أن عدداً من أفراد الطاقم الذين كانوا على متن السفينة خلال الحادث يحملون الجنسية الفرنسية.
وأشار البرلمانيون، في رسالة رسمية وجّهُوها للسلطات، إلى أسفهم لعدم صدور رد دبلوماسي يتناسب مع خطورة ما وصفوه بـ«الاعتداء».
وبحسب الرسالة، كان طاقم «أوشن فايكينغ» قد تلقى نداء استغاثة، واستعد لتنفيذ عملية إنقاذ ثالثة في وسط المتوسط، في وقت قالت فيه التقارير إن السلطات الليبية المكلفة بتنسيق عمليات الإنقاذ في المنطقة لم تقم بدورها، ما دفع السلطات البحرية الإيطالية إلى السماح للسفينة بتغيير مسارها للتوجه نحو القارب المنكوب.
وأضاف البرلمانيون أن زورق دورية ليبي اقترب من سفينة الإغاثة بسرعة كبيرة، وطالبها بمغادرة الموقع، قبل أن يباشر إطلاق النار لمدة تقارب عشرين دقيقة، الأمر الذي عرّض حياة أفراد الطاقم والناجين للخطر، وألحق أضراراً مادية بالسفينة ومعدات الإنقاذ.
وأشار التقرير إلى أن الحادث لم يسفر عن إصابات بشرية، بفضل خبرة الطاقم وقدرته على التعامل مع الموقف، إلا أن الهجوم خلّف صدمة نفسية كبيرة لدى العاملين على متن السفينة، إضافة إلى خسائر مادية وصفت بالواسعة.
وفي موقف حازم، اعتبر البرلمانيون الفرنسيون أن ما جرى يشكل «انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي والقانون البحري»، مؤكدين أن تعريض الأرواح للخطر خلال العمليات الإنسانية أمر غير مقبول.
وذكّروا بأن طواقم الإغاثة التزمت بأحكام القانون الدولي، لا سيما اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، والاتفاقية الدولية لسلامة الأرواح في البحار لعام 1974، واتفاقية البحث والإنقاذ البحري لعام 1979، التي تنص جميعها على واجب تقديم المساعدة لأي شخص في محنة في البحر.
وشدد البرلمانيون على أن واجب الإنقاذ لا يرتبط بجنسية الأشخاص أو أوضاعهم القانونية أو وجهاتهم، داعين الحكومة الفرنسية إلى المطالبة بفتح تحقيق مستقل في الحادثة، والتحرك على المستوى الأوروبي لتعليق أشكال الدعم المالي واللوجستي والتشغيلي المقدمة من الاتحاد الأوروبي وإيطاليا إلى خفر السواحل الليبي، إلى حين توضيح ملابسات ما جرى.
العاهل المغربي: اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء تحول استراتيجي في النزاع
