مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، أكد اقتراب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من محادثات مباشرة لإنهاء حرب اندلعت منذ أبريل 2023 وتُعد من أسوأ الأزمات الإنسانية عالمياً.
وقال بولس للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن واشنطن تجري مناقشات مع الطرفين للتوصل إلى مبادئ عامة تمهيداً للمفاوضات، معبّراً عن أمله في الإعلان قريباً عن تقدم ملموس، مؤكداً أن أياً من الطرفين لا يسيطر على الوضع الراهن، ما يجعلهما مستعدين للحوار.
وفي إطار الجهود الدولية، عقدت المجموعة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر، اجتماعاً في نيويورك شددت فيه على ضرورة إنهاء النزاع واستعادة السلام وتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وأعلن بولس لاحقاً أن قوات الدعم السريع وافقت على السماح بدخول شاحنات المساعدات إلى مدينة الفاشر بإقليم دارفور، موضحاً أن الإمدادات بدأت تتدفق بالفعل.
وتسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في مقتل أكثر من 150 ألف شخص وتشريد 15 مليوناً، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية قُدرت خسائره بمئات المليارات من الدولارات.
ويرى مراقبون أن تصريحات بولس تمثل مؤشراً على اختراق محتمل في الأزمة بعد فشل عشر مبادرات دولية وإقليمية، حيث اعتبر مهدي الخليفة، الوزير الأسبق في الخارجية السودانية، أن الموقف الأمريكي الجديد كسر حاجز العزلة بين الطرفين. وأوضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لتوظيف الملف السوداني كإنجاز سريع في السياسة الخارجية، يرسّخ دور واشنطن في القرن الإفريقي ويقطع الطريق أمام النفوذ الروسي والصيني.
وأشار الخليفة إلى أن الولايات المتحدة تملك أوراق ضغط عدة، بينها العقوبات الفردية والمساعدات الاقتصادية، فضلاً عن إمكانية الدفع نحو إجراءات تصعيدية في مجلس الأمن الدولي، ما قد يمنح خريطة الطريق الرباعية زخماً إضافياً في مسار حل الأزمة السودانية.
مجلس الأمن يطالب الدعم السريع بإنهاء حصار الفاشر
