05 ديسمبر 2025

في واقعة إنسانية مؤثرة، تمكّنت الإعلامية والناشطة الليبية المعروفة، حنان المقوب، من العثور على عائلتها البيولوجية بعد 44 عاماً من الفقد، إثر بث مباشر عبر منصة “تيك توك”.

وبدأت القصة عام 1980، عندما أُبلغت والدة حنان، التي كانت تبلغ حينها 14 عاماً، بوفاة رضيعتها عقب الولادة داخل أحد مستشفيات مدينة بنغازي، لتُفاجأ الأسرة لاحقاً باختفاء الطفلة تماماً.

وُجدت المقوب لاحقاً أمام مسجد في المدينة، وأُودعت دار الأيتام، قبل أن تتبناها أسرة ليبية وهي في الثانية من عمرها.

عاشت حنان طفولتها ومراهقتها في كنف العائلة المتبنية، إلى أن فقدت والديها بالتبني في عمر 26 عاماً، لتُفاجأ بعد ذلك بمطالبة دار الرعاية الاجتماعية بعودتها إليها، استناداً إلى نصوص قانونية تنظم أوضاع الأبناء المتبنين بعد وفاة أوليائهم.

ولكنها رفضت العودة، واختارت طريق الاستقلال، وغادرت بنغازي بعد أن أصبحت ناشطة معروفة في مجالي السياسة وحقوق الإنسان، ثم استقرت لاحقاً في مصر حيث واصلت نشاطها الإعلامي.

وفي لحظة فارقة، وأثناء تقديمها لبرنامج مباشر عبر “تيك توك” تحت عنوان “تعال نحكيلك”، تلقّت مكالمة من شاب يُدعى عمر موسى، تحدث فيها عن قصة والدته التي أُبلغت بوفاة رضيعتها بعد الولادة، رغم أنها لم تقتنع يوماً بأن ابنتها قد ماتت.

وأثار الشبه الكبير بين حنان وبنات السيدة المتصلة شكوك العائلة، لتبدأ رحلة تواصل انتهت باكتشاف مذهل: عمر هو شقيقها البيولوجي، ووالدتها لا تزال على قيد الحياة، وظلت تبحث عنها لأكثر من 44 سنة.

قلبت هذه المكالمة حياة حنان رأساً على عقب، ودفعتها للتواصل مع عمر، لتتأكد من الحقيقة التي كانت تجهلها طوال حياتها.

وفي مقطع مصوّر مؤثر نشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت حنان: “كنت أظن أنني مجهولة النسب ومقطوعة من شجرة، فاكتشفت أن لي عائلة تشبهني، أمي نسخة مني، وعندي أخوال وأعمام وأنتمي لقبيلة كبيرة في سبها، مشاعري مختلطة بين الفرح والصدمة والذهول”.

وعن معاناتها خلال سنوات الفقد، أضافت: “تعبت من نظرة الناس ونظرة الشفقة، حرمت نفسي من الزواج وتكوين أسرة، حتى لا أتعرض للإهانة، لأنني بلا أصل ولا أهل”.

وأشارت إلى أن أكثر ما يؤلمها الآن هو عدم قدرتها على محاسبة من سرقها من والدتها وحرَمها من عائلتها لأربعة عقود كاملة، لكنها ختمت رسالتها برسالة أمل قائلة: “رغم كل الألم، الأهم أنني وجدت عائلتي أخيراً”.

وأثارت القصة تعاطفاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحت النقاش من جديد حول ملفات مجهولي النسب، وضرورة محاسبة المتورطين في قضايا الاتجار بالأطفال أو تزوير بيانات الولادة.

صحيفة مصرية تصدر عددا بالهيروغليفية احتفاء بافتتاح المتحف المصري الكبير

اقرأ المزيد