05 ديسمبر 2025

الباحث في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، د. إسماعيل تركي، أكد أن الموقف المصري تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ظل ثابتا منذ اللحظة الأولى، وقائما على رفض أي شكل من أشكال التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين، معتبرا أن التهجير يمثل “خطاً أحمر” بالنسبة لمصر لا يمكن تجاوزه.

وقال تركي إن القاهرة أدركت مبكرا أهداف إسرائيل في القطاع، والمتمثلة في تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء مسار حل الدولتين عبر فرض سياسة القتل الجماعي والتهجير.

وأوضح أن مصر بذلت جهودا دبلوماسية وميدانية على مدى 22 شهرا، شملت رعاية جولات تفاوض وصفقات تبادل أسرى، إضافة إلى الضغط المستمر لإدخال المساعدات الإنسانية رغم العراقيل الإسرائيلية.

وأشار الباحث إلى أن مصر جهزت مدينة العريش وميناءها ومطارها لتكون مركزا لوجستيا لتجميع وتوزيع المساعدات، ووفرت عشرات الآلاف من المتطوعين بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري والمنظمات الدولية، لكنه لفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد مرارا عرقلة دخول المساعدات عبر تفتيش القوافل وإغلاق المعابر، ما فاقم الوضع الإنساني حتى وصل إلى “حافة المجاعة”.

وأكد تركي أن القاهرة واجهت حملات تشويه من أطراف عدة هدفت إلى إضعاف دورها الإقليمي وإظهارها كطرف معرقل، إلا أن الواقع أثبت أن المجتمع الدولي عاد للاعتماد على الوساطة المصرية في كل جولات التفاوض.

وأضاف أن مصر أعدت خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة والتعافي المبكر، حظيت بدعم عربي وإسلامي وأوروبي، وتعمل حالياً على التحضير لمؤتمر دولي لدعم هذه الخطة.

وحول الترتيبات الأمنية في القطاع بعد انتهاء العدوان، شدد تركي على أن مصر ترفض أي وجود إسرائيلي داخله أو في معابر رفح وصلاح الدين، مؤكدا أنها لا تقبل بوجود مصري مباشر إلا في إطار قوة حفظ سلام دولية بقرار أممي، مع الإشارة إلى مبادرة مصرية – أردنية لتأهيل الشرطة الفلسطينية لتتولى إدارة الأمن.

واختتم الباحث بالتأكيد على أن مصر تواصل جهودها للتوصل إلى صفقة شاملة تضمن وقف العدوان والإفراج عن الأسرى، مشدداً على أن القاهرة ستظل “الحصن الأول” في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وأنها مستعدة بكامل إمكانياتها لمواجهة أي مخططات تهجير تستهدف تصفية القضية.

خاص – شمال أخبار إفريقيا

إحباط محاولة تهريب مئات الكائنات النادرة في مطار القاهرة

اقرأ المزيد