23 ديسمبر 2025

علي فوزي، الباحث في الشؤون الإفريقية، أكّد في تصريحات خاصة لشبكة “أخبار شمال إفريقيا”، أن اختيار مصر لاستضافة القمة الروسية – الإفريقية في هذا التوقيت يحمل دلالات استراتيجية بارزة، إذ يؤكد الأهمية الكبيرة لموقع الدولة المصرية ودورها كجسر للتواصل مع القارة السمراء.

وأوضح الباحث أن القاهرة تعتبر بوابة العالم إلى إفريقيا، وأن نجاحها في تعزيز الاتصالات والتبادل التجاري منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي أدى إلى تقارب كبير بين مصر والدول الإفريقية.

وقال إن صادرات مصر إلى القارة تصل إلى نحو 11 مليار دولار، مما يعكس العلاقات الاقتصادية القوية، وأن اختيار مصر لاستضافة القمة في هذا التوقيت يعكس الفراغ الذي تركته الدول الغربية، ورفض بعض الدول الإفريقية للتدخلات الخارجية، ما يجعل الدور الروسي مهماً لتعزيز التعاون الإقليمي.

وبخصوص مشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد فوزي أن التعاون الروسي مع الدول الإفريقية سيركز على الأبعاد الاقتصادية والاستثمارية والسياسية، إضافة إلى قطاعات الطاقة والزراعة والبنية التحتية.

كما أشار إلى أن الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب ستكون من أولويات النقاش، خاصة في ظل نشاط الجماعات الإرهابية في مناطق معينة بالقارة.

وأضاف فوزي أن هذا التعاون يعكس توسع النفوذ الروسي في إفريقيا، ويشكل نوعاً من التوازن أمام النفوذ الغربي والصيني، مؤكداً أن القمة ستسهم في جذب الاستثمارات وتعزيز التعاون العسكري والأمني والاستراتيجي بين روسيا والدول الإفريقية.

وأوضح أن هناك اتفاقات شراكة استراتيجية محتملة ستعزز التعاون المستقبلي بين موسكو والدول الإفريقية، مع التركيز على المنافع الاقتصادية والأمنية للقارة.

وفيما يخص دور مصر، أكد الباحث أن موسكو ترى القاهرة شريكاً استراتيجياً هاماً، معتبرة العاصمة المصرية بوابة أساسية للتعاون مع القارة.

وقال فوزي إن السنوات الماضية شهدت تعاوناً ملموساً بين مصر وروسيا، خاصة في مجالات الطاقة والتعاون العسكري والاقتصادي، وأن القاهرة تمثل حلقة وصل حقيقية مع الدول الإفريقية.

وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد أكثر من مرة على أهمية التعاون مع إفريقيا وإقامة شراكات استراتيجية، ما يعكس الثقة الكبيرة بين القاهرة وموسكو.

وأشار فوزي إلى أن القمة ستعزز التعاون بين روسيا والدول الإفريقية، وستعود بالفائدة على مصر بشكل خاص، خاصةً في ظل الضغوط الغربية على روسيا نتيجة الحرب الروسية-الأوكرانية، ما يجعل موسكو تبحث عن شراكات اقتصادية واستراتيجية جديدة مع إفريقيا.

وأضاف أن موسكو تسعى من خلال هذه الشراكات إلى مواجهة الفكر المتطرف ومكافحة الإرهاب في المناطق النائية بالقارة، وهو ما يعكس جدية روسيا في تعزيز الأمن والاستقرار.

وأما عن أبرز الملفات المطروحة على جدول أعمال القمة، فأوضح فوزي أنها تتعلق بالاقتصاد والاستثمار والتعاون العسكري والأمني، مشيراً إلى أن التعاون الاقتصادي سيركز على زيادة الاستثمارات الروسية المباشرة في إفريقيا، بينما التعاون الأمني والعسكري سيشمل تدريب الكوادر وتبادل المعلومات الاستخباراتية، مستفيدين من خبرة روسيا في هذا المجال.

وشدد الباحث على أن التعاون الروسي مع الدول الإفريقية سيزيد النفوذ الروسي في القارة، وسيحقق فوائد كبيرة لدول إفريقيا، مؤكداً أن روسيا تدرك القيمة الحقيقية للقارة بطريقة مختلفة عن الدول الغربية، التي غالباً ما تغفل حقوق الشعوب الإفريقية، حتى في الحالات التي تُلزم فيها بتقديم الدعم.

واختتم فوزي حديثه بالتأكيد على أن القمة الروسية – الإفريقية ستكون منصة حقيقية لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي والأمني بين روسيا والدول الإفريقية، وستفتح آفاقاً جديدة لتبادل الخبرات وتطوير الشراكات بما يخدم مصالح القارة ويعزز مكانة مصر كقوة محورية في هذا السياق.

150 فيلماً في الدورة الـ 46 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

اقرأ المزيد