إدريس أحميد صحفي وباحث في الشأن السياسي المغاربي والدولي، يؤكد في حديثه لـ”أخبار شمال إفريقيا” أن المشير خليفة حفتر يتمسك بمبدأ أن يكون حل الأزمة ليبياً خالصاً، مستنداً إلى خبرته منذ 2011، مشيراً إلى تعثر انتخابات 2012 ومحاولات عرقلة استحقاق 2014، إضافة إلى تجاوز موعد انتخابات ديسمبر 2021 رغم كونه موعداً دولياً معلناً.
ويرى حفتر أن الانقسام السياسي، وفشل المصالحة الوطنية، والتدخلات الإقليمية والدولية، كلها عوامل عمّقت الأزمة وأطالت أمدها، وهو ما جعله يتبنى مبادرات تعتمد على ضرورة أن يكون الحل شاملاً ويحافظ على السيادة الليبية بعيداً عن الإملاءات الخارجية.
ويستند هذا الطرح إلى تجربة حفتر الذي استطاع بناء مؤسسة عسكرية واسعة قادت حرباً ضد الإرهاب في نحو 90% من الأراضي الليبية، وتمكنت من تأمين الحدود، بالتوازي مع انطلاق مشاريع إعمار وتنمية في الشرق والجنوب والوسط وصولاً إلى سرت، الأمر الذي عزز تأييد القبائل والمناطق له من مختلف جهات البلاد.
وفي معرض الحديث عن التفاوت بين المناطق الليبية، يبرز المشهد بين شرق استطاع تحقيق الاستقرار والتنظيم والنمو الاقتصادي، وغرب ما يزال يعاني الفوضى، ويُعزى هذا التباين إلى سطوة التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية التي بسطت نفوذها على الحكومات المتعاقبة منذ حكومة الوفاق وحتى حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، والتي أخفقت، وفق هذا الطرح، في الوفاء بالتزاماتها أو تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والتنموية اللازمة.
وتُتهم هذه المجموعات المسلحة بعرقلة الاستقرار والسيطرة على الاقتصاد، ما جعل السلاح اللاعب الأساسي في المشهد السياسي، بينما تمكن الشرق من تشكيل سلطة موحدة أسهمت في دعم التنمية وترسيخ الأمن، وهو ما يعتبره مراقبون شرطاً أساسياً قبل التوجه نحو الانتخابات، مستشهدين بتجارب الاستحقاقات السابقة في 2011 و 2012 و 2014 التي جرت في بيئة غير مستقرة ولم تنجح في إحداث التغيير المطلوب.
وفي ما يتعلق بالدور الدولي والإقليمي، يشير الطرح إلى أن ليبيا شهدت منذ 2011 تدخلات أجنبية واسعة سعت وراء مصالح كبرى، ما انعكس سلباً على الاستقرار والديمقراطية، كما استفادت بعض الدول الإقليمية من حالة الفوضى، بينما اتجهت أطراف ليبية نحو الاعتماد على هذه التدخلات، ما أدى إلى فقدان جزء من السيادة الوطنية.

ويؤكد حفتر في هذا السياق أن الحل الوطني الشامل هو السبيل لقطع الطريق على أي تدخلات إقليمية، فيما تبقى القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا مؤثرة في مسار الأزمة وقدرتها على الدفع نحو توافقات داخل مجلس الأمن. ويُشار أيضاً إلى أن دولاً غير مجاورة تلعب دوراً سلبياً عبر دعم أطراف متطرفة أو تسعى إلى إبقاء ليبيا ضمن دائرة الفوضى لتحقيق مصالحها.
وفي ختام رؤيته، يشدد المتحدث على أن الوقت بات مناسباً لطرح الأزمة الليبية أمام الرأي العام بوضوح وصراحة، مؤكداً أن الانقسام الحالي لا يمكن تجاوزه إلا بالالتفاف حول القيادة العامة للجيش الليبي التي تمكنت، بحسب قوله، من تحقيق استقرار يشمل نحو 90% من الأراضي الليبية، وتأمين الحدود مع خمس دول، والقضاء على الإرهاب والجريمة المنظمة والعصابات خلال فترة زمنية قياسية.
ويرى أن هذا الدور الميداني جعل القيادة العامة تحظى باحترام دولي ظهر في اللقاءات المستمرة مع قادتها والوزراء، ما يجعلها طرفاً فاعلاً في أي حل مستقبلي.
كما يعتبر أن الليبيين يتطلعون اليوم إلى الاستقرار والمصالحة ووجود مؤسسة عسكرية وطنية قوية، بينما تعمل بعض الأطراف ووسائل الإعلام على تكريس الفوضى للحفاظ على مصالحها، غير أن رغبة الليبيين في الأمن والتنمية باتت أوضح من أي وقت مضى.
النيابة العامة تحبس القائم بالأعمال الليبي السابق والمراقب المالي بسفارة سيول
