08 ديسمبر 2025

مدير مركز فكرة السوداني للدراسات، أمجد فريد، أكد أن تمدد قوات الدعم السريع داخل السودان لم يكن نتيجة قرار منفرد، بل جاء نتيجة أخطاء مشتركة شاركت فيها المؤسسة العسكرية وعدد من القوى السياسية.

وخلال مقابلة تلفزيونية، أوضح فريد أن السماح بدخول عشرات الآلاف من عناصر الدعم السريع إلى العاصمة الخرطوم شكل خطأ استراتيجيا كبيرا من قبل قيادة الجيش، مشيرا إلى أن هذا القرار لم يرافقه تقييم دقيق لطبيعة المخاطر أو توقعات تطور الصراع.

وأضاف فريد أن مشاركة الدعم السريع في انقلاب 25 أكتوبر 2021 مثلت بدورها نقطة مفصلية، وأسهمت في تعزيز نفوذ القوات خلال الفترة الانتقالية. وأكد أن المسؤولية لا تقع على المؤسسة العسكرية وحدها، بل تمتد أيضا إلى القوى السياسية التي سمحت ضمنيا بتمدد الدعم السريع في المشهد السوداني.

وأشار إلى أن تبعات هذه الأخطاء ما زالت تؤثر على المواطنين في مختلف المناطق، مؤكدا أن الشعب السوداني هو المتضرر الأكبر من استمرار المواجهات المسلحة.

واعتبر أن الحديث عن وقف الحرب عبر الاستجابة لمطالب الدعم السريع غير ممكن في ظل سلوك “ابتزازي”، حسب تعبيره، لافتا إلى أن هذه القوات سبق أن أعلنت هدنة ولم تلتزم بها سوى ساعات قليلة.

وفيما يتعلق بالأحداث التي شهدتها مدينة الفاشر، اعتبر فريد أنها تعكس طبيعة الإدارة والحوكمة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وأن أي نقاش حول المسار السياسي ووقف إطلاق النار يجب أن يستند إلى ضمان عدم تعريض المدنيين لمزيد من الضغوط أو التهديدات.

وأشار إلى أن استئناف المفاوضات يتطلب التزاما واضحا من كافة الأطراف، ووقف استخدام المدنيين كوسيلة ضغط خلال النزاع، معتبرا أن أي تسوية سياسية تحتاج إلى آليات تضمن حماية السكان ووقف الأعمال العدائية على نحو فعال.

 

فيضانات النيل تغمر أراضٍ بمصر.. وتحركات حكومية عاجلة

اقرأ المزيد