أعلن فريق من كلية الطب بجامعة الخرطوم عن اكتشاف دواء جديد لعلاج الإيدز، مستخلص من عشبة طبية نادرة في ولاية النيل الأزرق، وأثبت الدواء فعالية عالية في القضاء على الفيروس مع سمية منخفضة، ويعتمد العقار على آلية “الصدمة والقتل” لتنشيط الفيروس والقضاء عليه.
أعلن فريق بحثي مشترك من كلية الطب بجامعة الخرطوم وجامعة كوماموتو اليابانية عن تطوير دواء جديد لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، مستخلص من عشبة طبية نادرة تنمو في ولاية النيل الأزرق بالسودان، وهذا الإنجاز العلمي يأتي بعد سنوات من التعاون البحثي بين البلدين.
ويعمل الدواء الجديد باستراتيجية “الصدمة والقتل” المزدوجة، حيث:
– ينشط الفيروس الكامن داخل خلايا T المناعية أولاً
– يحفز الخلايا التائية السامة للقضاء على الفيروس المنشط
– يمنع إعادة دخول الفيروس إلى الخلايا عبر تثبيط المستقبلات الخاصة به
وأظهرت النتائج الأولية فعالية عالية بجرعة تقل عن 5 نانومولار، مع درجة سمية منخفضة جداً تظهر فقط عند جرعات عالية تصل إلى 15 ميلليمولار، وهذا يمنح الدواء مؤشر انتقائية يتجاوز 3000، مما يجعله مرشحاً قوياً للعلاج التكاملي مع الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية الحالية.
وشارك في البحث فريق يضم البروفيسور مها كردفاني من كلية العلوم بجامعة الخرطوم، والدكتور خالد محمد الأمين، والبروفيسور شوجو ميسومي من جامعة كوماموتو اليابانية، وشمل العمل زيارات ميدانية لمعالجين تقليديين في السودان للاستفادة من الطب الشعبي.
وأكد البروفيسور مصطفى إدريس البشير، رئيس الفريق البحثي، أن المشروع واجه تحديات جسيمة بسبب الدمار الذي لحق بالمؤسسات الأكاديمية والطبية نتيجة الحرب الدائرة في السودان.
ولعبت منظمة “NPO Rocinantes” غير الربحية، برئاسة الدكتور نايوكي كواهارا، دوراً محورياً في دعم المشروع وتذليل العقبات لضمان استمرار البحث رغم الظروف الصعبة.
هذا الاكتشاف يمثل أملاً جديداً لمرضى الإيدز حول العالم، ويؤكد على أهمية التعاون العلمي الدولي والاستفادة من التراث الطبي التقليدي في تطوير أدوية مبتكرة، خاصة في المناطق التي تعاني من ندرة الموارد والظروف الصعبة.
ارتفاع حصيلة وفيات وباء الكوليرا في السودان
