05 ديسمبر 2025

كشفت الباحثة السياسية المتخصصة في الشؤون الإفريقية، ميساء نواف عبد الخالق، النقاب عن تداعيات الحرب الأهلية المستمرة في السودان منذ عام 2023، محذرة من تحولها إلى “تقسيم فعلي” للبلاد، وسط تدخلات دولية تدفع بها نحو حافة الانهيار.

في مقابلة خاصة مع “أخبار شمال إفريقيا”، سلطت عبد الخالق الضوء على الكارثة الإنسانية المتفاقمة، حيث بلغ عدد الضحايا عشرات الآلاف، فيما فرّ أكثر من 4 ملايين شخص من ديارهم، منهم حوالي 800 ألف لاجئ إلى تشاد وحدها، التي تأثرت بشكل مباشر بالنزاع.

فشل المساعي الدولية:
وأشارت الباحثة إلى فشل كافة المحادثات والمبادرات الدولية لوقف إطلاق النار، بما في ذلك المفاوضات التي استضافتها مدينة جدة السعودية منذ بداية الحرب، ورغم الجهود السعودية والمصرية لاحتواء الأزمة، إلا أن القتال لا يزال مستمراً بعنف.

اتهامات بالتدخل وتباين المواقف:
ولفتت عبد الخالق إلى اتهامات وجهت لدولة الإمارات بالتدخل لدعم قوات الدعم السريع، بينما تؤكد أبوظبي رسمياً دورها كوسيط محايد.

من ناحية أخرى، أشارت إلى أن العديد من الدول، وعلى رأسها مصر، تدعم الجيش السوداني باعتباره “الممثل الشرعي” للدولة، فيما كشفت مصادر دبلوماسية -حسب الباحثة- عن وقوف تشاد إلى جانب قوات الدعم السريع.

تقسيم فعلي ومجازر:
وأوضحت أن الواقع على الأرض يشير إلى “تقسيم فعلي” للبلاد، حيث يسيطر الجيش السوداني على مناطق معينة بينما تهيمن قوات الدعم السريع على أخرى، مثل مدينة الفاشر في دارفور، التي تشهد -كما قالت- “مجازر يومية بحق المدنيين”.

ثروات دارفور والمطامع الدولية:
وحذرت الباحثة من أن الصراع يحمل أبعاداً خطيرة تتعلق بالمطامع الدولية في ثروات السودان، وخاصة في إقليم دارفور الغني بالذهب والمعادن، بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية للسودان كـ”سلة غذاء” في ظل أزمة الغذاء العالمية، وإمكانيات وجود النفط والغاز.

سيناريوهات المستقبل:
ورصدت عبد الخالق ثلاثة سيناريوهات محتملة للمستقبل: انتصار الجيش السوداني، أو انتصار قوات الدعم السريع، أو التقسيم الرسمي حيث يسيطر الجيش على شرق السودان وتهيمن قوات الدعم السريع على غربه بما فيه دارفور.

وختمت الباحثة بتوجيه رسالة إلى الأطراف السودانية، داعية إياهم إلى “إيقاف القتال من أجل مصلحة شعوبهم”، والانتباه إلى أن الدول الخارجية “لا تعمل إلا لمصالحها الخاصة”، مؤكدة أن إنقاذ السودان من براثن الانهيار والموت يتطلب أولاً وقبل كل شيء إرادة وطنية.

تونس الثالثة إفريقياً في هدر الغذاء

اقرأ المزيد