أثار الاحتفال بمولد السيد البدوي في طنطا جدلاً واسعاً بين الأوساط الشعبية والدينية، حيث اعتبرت بعض الآراء أن الطقوس تجسيد لتجاوزات دينية، فيما يعتبرها آخرون موروثاً ثقافياً.
أثارت طقوس الاحتفال بمولد السيد البدوي في مدينة طنطا بمحافظة الغربية المصرية جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبية والدينية، مما أدى إلى انقسام بين مؤيد يعتبرها موروثاً ثقافياً ودينياً متجذراً، ومعترض يرى فيها تجاوزاً للضوابط الشرعية.
وشهدت المدينة خلال الفترة من 10 إلى 16 أكتوبر الجاري توافد آلاف الزوار من مختلف المحافظات للمشاركة في الاحتفالات التي تُعد من أضخم المناسبات الدينية الشعبية في مصر.
تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مرئية من محيط ضريح السيد البدوي تظهر طقوساً واحتفالات صاخبة، شملت الرقص والإنشاد وحركات وُصفت بأنها “خارج السياق الديني”، ما أثار موجة من الانتقادات والمطالبات بإلغاء هذه المظاهر.
في هذا الصدد، قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة والمشرف العام على رواق الأزهر، في تصريحات إعلامية: “هناك خرافات نُسبت إلى السيد البدوي لا تستند إلى دليل شرعي أو تاريخي”، مشيراً إلى أن “بعض المحبين بالغوا في تعظيمه بإسناد كرامات لم تثبت عنه”.
وأضاف فؤاد أن “الغلو في تقديس الشخصيات الدينية أمر مرفوض”، مؤكداً أن “الإسلام يدعو إلى توقير الصالحين والاقتداء بسيرتهم، لا إلى الرقص عند قبورهم أو إضفاء صفات أسطورية عليهم”.
أشار الأستاذ الجامعي إلى أن “علماء كباراً أمثال الإمام السيوطي أثبتوا صلاح السيد البدوي وخدمته للدين، لكن ضمن إطار عقلاني ومنضبط”، داعياً إلى “نبذ مظاهر الغلو مثل الادعاء بأن السيد البدوي قام من الموت ليغتسل ثم عاد”.
واختتم تصريحه بالتأكيد على “ضرورة الرد على هذه المبالغات بالعلم الصحيح والرجوع إلى الكتاب والسنة”، مشدداً على “أهمية التمسك بالمنهج الوسطي في التعامل مع رموز التصوف”.
يُذكر أن الاحتفال بمولد السيد البدوي يتكرر سنوياً منذ قرون، مما يجعله محور تفاعل دائم بين الواقع الديني والثقافي في المجتمع المصري، وتظل هذه الاحتفالات موضوع حوار مجتمعي حول كيفية التوفيق بين التقاليد الشعبية والضوابط الشرعية.
السيسي وميتسوتاكيس يبحثان الحدود البحرية وأزمات ليبيا وغزة
