انتعاش الحركة المسرحية والسينمائية في ليبيا رغم التحديات

بعد سنوات من الركود، تشهد الحركة المسرحية والسينمائية في ليبيا انتعاشاً نسبياً، مع تنظيم فعاليات ثقافية في بنغازي وطرابلس، لكن القطاع يحتاج إلى استراتيجية شاملة لدعمه وتوفير الفرص الوظيفية.

وشتهد المدن الكبرى مثل بنغازي وطرابلس، وكذلك مدينة مصراتة التي نظمت بعض المسرحيات الجديدة في المسرح الوطني، حراكاً فنياً يبعث الأمل في مستقبل أكثر ازدهاراً للمسرح والسينما في البلاد.

وعبرت الفنانة سلوى المقصبي عن تفاؤلها بهذا التحول الإيجابي، مشيرة إلى دور مدينة بنغازي التي تم تتويجها “عاصمة للثقافة الإسلامية” لعام 2023، وما صاحب هذا التتويج من فعاليات فنية متنوعة شملت عروضاً مسرحية وسينمائية ومهرجانات غنائية.

واعتبرت المقصبي أن هذه الفعاليات تمثل نقطة انطلاق نحو إحياء الحركة الثقافية في المنطقة، خاصة بعد عودة المهرجان الوطني للمسرح بعد غياب دام 13 عاماً، وعلى الرغم من هذه الانتعاشة، يرى العديد من الفنانين أن الحركة المسرحية في ليبيا لا تزال تواجه العديد من التحديات.

وأكد الممثل والمخرج واصف الخويلدي أن المسرح والسينما في ليبيا لم يعودا إلى مستوياتهما السابقة من النشاط الذي شهدته البلاد قبل ثورة 17 فبراير، حيث كانت العروض والمهرجانات مستمرة وكانت هناك العديد من المنشآت الثقافية التي تدعم هذا القطاع، إلا أن أغلب هذه المنشآت قد أُغلقت أو تم الاستيلاء عليها، مما أثر سلباً على التطور الفني في البلاد.

وأشار الناقد المسرحي محمد بن عمران إلى أن المسرح يعيش حالة من الانتعاش مقارنة بالسينما، لكن الإقبال على العروض لا يزال ضعيفاً، وهو ما يعزوه إلى غياب التسويق الفعال وافتقار الساحة الفنية للأسماء البارزة التي تشد الجمهور، وأكد على ضرورة إيجاد طرق جديدة لجذب الجمهور وزيادة التفاعل مع العروض المسرحية.

وفيما يتعلق بالجانب الأكاديمي، كشف رئيس قسم المسرح والسينما في جامعة بنغازي، الدكتور نور الدين الشيخي، عن تراجع في أعداد الطلاب المسجلين في هذا التخصص، مشيراً إلى أن قلة الفرص الوظيفية هي السبب الرئيسي وراء عزوف الطلاب عن دراسة المسرح والسينما.

وبحسب الشيخي، يبحث الطلاب عن تخصصات توفر لهم فرص عمل ثابتة ومستدامة، مثل العلاقات العامة، التي تقدم فرصاً أكبر في القطاعين العام والخاص.

هذه التطورات تشير إلى أن المسرح والسينما في ليبيا بحاجة إلى دعم أكبر واستراتيجية واضحة لضمان استمرار تطورهما وتوفير الفرص للجيل الجديد من الفنانين والمهنيين.

مدينة تراغن الليبية تواجه كارثة حرائق مدمرة