في مأساة جديدة تسلط الضوء على التوترات الكامنة داخل المؤسسات التعليمية المغربية، أقدم المعلم الشاب معاذ بالحمرة على الانتحار، بعد أيام قليلة من تعيينه رسميا، في واقعة هزت الرأي العام وأعادت النقاش حول غياب الدعم النفسي وضعف الحماية الإدارية للأساتذة الجدد.
وعين المعلم، وهو خريج جامعي حديث، في مديرية مولاي رشيد في الدار البيضاء، بعد اجتيازه للمسار التكويني بنجاح، ليبدأ عمله في قطاع التعليم الحكومي وهو في مقتبل العمر، إلا أن ما كان يفترض أن يكون بداية واعدة، تحول سريعا إلى تجربة قاسية انتهت بقرار مأساوي: إنهاء حياته داخل منزله.
وبدأت القصة حسب مصادر نقابية وإعلامية، حين تقدم أولياء أمور عدد من التلاميذ بشكاوى يتهمون فيها الأستاذ الشاب بممارسات عنيفة في حق أبنائهم.
ورغم سحب معظم الشكاوى لاحقا، فإن جمعية آباء التلاميذ تمسكت بموقفها، مطالبة بإحالته للتحقيق دون الرجوع إلى المسار الإداري الطبيعي.
وقررت إدارة المؤسسة، بدورها، إيقاف معاذ مؤقتا عن العمل دون توضيح أسباب القرار بشكل رسمي، ثم سمحت له بالمشاركة في دورة تكوينية لمعلمي “مؤسسات الريادة”، قبل أن تفاجئه بمنعه من تسجيل الحضور فيها بدعوى استمرار الوقف، ما ضاعف من إحساسه بالعزلة والإقصاء الإداري.
وعاش الأستاذ أياما من الضغط النفسي والانهيار التدريجي، وسط تجاهل تام من قبل الجهات المعنية، ليختار وضع حد لحياته في حادثة أثارت موجة من الحزن والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه البعض بـ”الضحية الجديدة لمنظومة تربوية فاشلة”.
وتشير تقديرات رسمية سابقة إلى أن أكثر من 30% من المعلمين الجدد في المغرب يعانون من أعراض اضطراب القلق والإجهاد النفسي خلال سنتهم الأولى، في ظل غياب بنية للدعم النفسي أو التشجيع المؤسسي المنتظم.
التجمع الدولي يحمّل الجزائر مسؤولية مأساة طرد المغاربة في 1975
