05 ديسمبر 2025

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من تفاقم أزمة التعليم في السودان، مؤكدة أن أكثر من 14 مليون طفل من أصل نحو 17 مليونا في سن الدراسة باتوا خارج النظام التعليمي، في واحدة من أسوأ أزمات التعليم في العالم.

وقالت المنظمة في تقرير صدر اليوم الثلاثاء إن الأزمة تتركز بشكل خاص في إقليمي دارفور وكردفان، حيث تسببت الاشتباكات المتواصلة والنزوح الواسع في تعطيل آلاف المدارس وتدمير البنية التحتية التعليمية.

وأضاف التقرير أن استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، مما جعل العودة إلى التعليم شبه مستحيلة في مناطق واسعة من البلاد.

وأوضحت اليونيسف أن 62% من خطة استجابتها الإنسانية لعام 2025 لم تُموّل بعد، إذ لم يتوفر سوى جزء محدود من المبلغ المطلوب والبالغ مليار دولار، والمخصص لتقديم المساعدات في قطاعات التعليم، وحماية الطفل، والصحة، والتغذية، والمياه والصرف الصحي.

وأكدت المنظمة أنها تسعى لتقديم الدعم إلى أكثر من 13.1 مليون شخص، بينهم 8.7 مليون طفل، مشيرة إلى أن السودان يواجه في الوقت نفسه تفشي الأوبئة، وانعدام الأمن الغذائي، والفيضانات المتكررة التي تزيد الوضع الإنساني هشاشة.

ويأتي التقرير في أعقاب الاستيلاء على مدينة الفاشر – مركز ولاية شمال دارفور – من قبل قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر الماضي، وما أعقب ذلك من مجازر وانتهاكات موثقة ضد المدنيين بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية.

ويقول خبراء إن الانهيار الأمني في الإقليم يعمّق أزمة التعليم، إذ تحولت المدارس والمراكز التعليمية إلى ملاجئ للنازحين أو ثكنات عسكرية، فيما يضطر آلاف الأطفال إلى العمل أو النزوح بدلًا من الدراسة.

وترى الأمم المتحدة أن استمرار الحرب يهدد جيلا كاملا من الأطفال السودانيين بالضياع، في ظل انقطاعهم عن التعليم وتدهور الخدمات الأساسية، كما يحذر مسؤولو اليونيسف من أن عودة أي نظام تعليمي فعال تتطلب استقرارا أمنيا وتمويلا دوليا عاجلا.

الأمم المتحدة: 30.4 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية في 2025

اقرأ المزيد