05 ديسمبر 2025

انتشر خلال الأيام الماضية على منصات التواصل الاجتماعي في السودان مقطع فيديو يظهر شابا يحمل قطعة شفافة تضيء مصباحا صغيرا بمجرد ملامستها، مع مزاعم بأنها تحتوي على يورانيوم طبيعي قادر على توليد الكهرباء لسنوات طويلة.

وحقق المقطع انتشارا واسعا وحصد ملايين المشاهدات، وترافق مع تعليقات تربط المشهد بما وصفه ناشرون بأنه “صراع دولي على ثروات السودان”، وادعاءات بامتلاك البلاد أحد أكبر احتياطيات اليورانيوم في العالم.

وبيّن تحقيق أجرته وحدة “الجزيرة تحقق” أن الفيديو مضلل وغير حقيقي، وأظهر الفحص الفني أن الشاب يستخدم مصدر ضوء مدمجا يشبه الأضواء الصغيرة الموجودة في الولاعات الإلكترونية، حيث يضغط على زر جانبي لتفعيل الإضاءة في اللحظة نفسها التي يلامس فيها القطعة الشفافة، ما خلق انطباعاً خاطئاً بأنها تولد طاقة كهربائية.

وأشار التحقيق أيضا إلى أن التعامل مع اليورانيوم الحقيقي يتطلب معدات وقاية خاصة وإجراءات سلامة إشعاعية دقيقة، وهو ما لم يظهر في الفيديو، كما تمت مقارنة المقطع بمنتجات تجارية متوفرة في الأسواق ليتضح التطابق الكامل في الشكل وطريقة التشغيل.

ومن الناحية العلمية، يؤكد مختصون أن الادعاء بقدرة قطعة صغيرة على توليد كهرباء لعشرات السنين يتعارض مع المبادئ الفيزيائية، إذ يحتاج إنتاج الطاقة من اليورانيوم إلى عمليات استخراج وتخصيب داخل مفاعلات نووية متخصصة، وليس بمجرد ملامسة قطعة من المعدن الخام.

ووفق بيانات وزارة الطاقة الأميركية، فإن إنتاج كيلوغرام واحد من اليورانيوم النقي يتطلب معالجة أطنان من الصخور، ولا يمكن توليد طاقة كهربائية من المعدن مباشرة.

وتشير الإحصاءات إلى أن أستراليا وكازاخستان وكندا تمتلك أكثر من نصف الاحتياطي العالمي من هذا العنصر.

 

جنوب السودان يعيد تشغيل صادراته النفطية عبر السودان

اقرأ المزيد