في إطار سعيها لتنويع مصادر الدخل ومواجهة التحديات الاقتصادية، تتجه ليبيا لاستغلال مواردها من اليورانيوم، المعدن الثقيل والنظير الرئيسي في الطاقة النووية.
وتشير التقارير عن إمكانيات اليورانيوم الليبي كبديل استراتيجي للنفط، والذي أظهرت دراسات متعددة أنه يوجد بتركيزات مرتفعة في مناطق مختلفة من البلاد.
وفي دراسة أجرتها الجيولوجية وفاء الشريف في جامعة سبها عام 2004، تحدد نسبة اليورانيوم في ليبيا بـ 112 جزءا من المليون، وتشير إلى تركيزات عالية في الحجر الرملي المتواجد في منطقة العوينات الجنوبية.
في هذا السياق، يلفت، المهندس النووي والكاتب عبد الحكيم الطويل، إلى الفرص الواعدة لليورانيوم ليس فقط كمصدر طاقة نووي بل كرافد اقتصادي مهم يمكنه أن يعوض عن تناقص إيرادات النفط في المستقبل.
ويتميز اليورانيوم بقدرته على توليد الطاقة من خلال عملية الانشطار النووي، حيث يستخدم يورانيوم-235 في محطات توليد الكهرباء.
وتؤكد الاستكشافات والدراسات الجديدة إلى إمكانية الاستفادة من اليورانيوم ليس فقط في توليد الطاقة ولكن كمصدر دخل مستدام يمكن أن يتجاوز عائداته المليارات إذا ما تم استغلاله بشكل صحيح. ومع ذلك، تظل التحديات السياسية والأمنية عقبة رئيسية أمام استثمار هذا المورد.
وفيما يخص البنية التحتية والاستثمار، يؤكد، المحلل الاقتصادي أحمد الخميسي، على ضرورة تحسين الظروف الأمنية وتوفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية.
كما يشدد الطويل على أهمية الاستثمار في الطاقات البديلة وتدريب الكوادر الوطنية لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا المورد.
في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي، سعت ليبيا إلى تطوير برنامج نووي يشمل تخصيب اليورانيوم، وفي عام 2003، وبعد مفاوضات مع المجتمع الدولي، قررت ليبيا التخلي عن برنامجها النووي وتسليم المعدات والمواد المتعلقة به.
وشمل ذلك أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم ومعلومات تصميم الأسلحة النووية.