05 ديسمبر 2025

الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر أعلنت الثلاثاء نتائج المرحلة الثانية لمجلس النواب 2024/ 2025، وسط استمرار الطعون على المحكمة الإدارية العليا واستعدادات أمنية لإعادة التصويت في الدوائر الملغاة.

وجاء إعلان النتائج في ظل جدل واسع بدأ منذ الجولة الأولى، وتصاعدت التساؤلات بين السياسيين والنخب المصرية حول مستقبل النظام الانتخابي، مع مطالبات بإصلاحات أعمق وتصريحات رسمية رفيعة المستوى شددت على ضرورة تصحيح المسار للحفاظ على صورة الدولة وسيادة القانون.

وأكد رئيس الهيئة القاضي حازم بدوي في مؤتمر صحافي أن إلغاء بعض الدوائر وإعادة الانتخابات فيها يعد شهادة لضمان نزاهة العملية الانتخابية، ولا يغطي أي مخالفة، مشيراً إلى إبطال لجنتين بمحافظتي القليوبية والدقهلية نتيجة مخالفات مؤثرة على الانتخابات التي جرى التصويت فيها يومي 24 و 25 نوفمبر الماضي.

وتُجرى الانتخابات وفق نظامي الفردي والقائمة المطلقة المغلقة، حيث ضمنت “القائمة الوطنية” التي تضم أحزاباً أبرزها “مستقبل وطن” و”حماة الوطن” و”الجبهة الوطنية” الفوز بمقاعد القائمة في المرحلتين، محققة 284 مقعداً من إجمالي 568، في ظل غياب قوائم منافسة.

وبحسب تقديرات الباحث وليد عتلم من المركز الوطني للدراسات، فإن أغلب الدوائر الفردية البالغ عددها 73 دائرة موزع عل 13 محافظة تتجه إلى جولات حاسمة، مضيفاً أن التنفيذ الإداري لضوابط العملية الانتخابية تحسّن مقارنة بالجولة الأولى، ما يمنح المستقلين فرصاً أفضل في إعادة التصويت.

وفي السياق نفسه، تلقت المحكمة الإدارية العليا ثمانية طعون على نتيجة المرحلة الثانية فور إعلانها، جميعها من محافظة القاهرة، مع إتاحة فترة 48 ساعة للمرشحين غير الفائزين للطعن على النتائج.

واستجابة للاعتراضات، أُلغيت نتائج 19 دائرة في سبع محافظات، ثم أضافت المحكمة الإدارية العليا أحكاماً ببطلان 29 دائرة أخرى، لترتفع نسبة الدوائر الباطلة في النظام الفردي إلى أكثر من 60%.

وأعلن رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات مواعيد إعادة التصويت في الدوائر الملغاة، بحيث تُجرى الجولة الأولى يومي 8 و 9 ديسمبر للمصريين بالخارج، و 10 و 11 ديسمبر للداخل، على أن تُعلن النتائج يوم 18 ديسمبر.

وفي حالة الإعادة، تُجرى الانتخابات في الخارج يومي 31 ديسمبر و 1 يناير، وفي الداخل يومي 3 و 4 يناير، على أن تُعلن النتيجة النهائية يوم 10 يناير.

ومن جانبه، شدد الدبلوماسي المصري الأسبق مصطفى الفقي على ضرورة تصحيح مسار العملية الانتخابية عبر الآليات القانونية المتاحة، لضمان خروج برلمان “خالي من أي عوار قانوني” وحماية صورة الدولة في الخارج.

كما حذر الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى من أن المسار الانتخابي الحالي قد يؤدي إلى برلمان معيب، داعياً لإصلاح نظام القوائم الانتخابية.

وعلى الصعيد الأمني، أكدت وزارة الداخلية جاهزية كافة القطاعات لتأمين إعادة انتخابات النواب، مع التأكيد على حسن معاملة المواطنين ومراعاة البعد الإنساني، بعد الانتهاء من تعقيم المراكز واللجان وتمشيطها أمنياً، بالتوازي مع اختتام جولة الإعادة للمصريين بالخارج في 20 دائرة.

وأما التوقعات حول إقبال الناخبين في الداخل، فقد أشارت التقديرات إلى ضعف الحضور في جولات الإعادة، وسط استمرار ظواهر المال السياسي وتوريث المقاعد البرلمانية، وهو ما يدفع محللين سياسيين إلى الدعوة لتغيير نظام القوائم الانتخابية كحل أمثل لضمان نزاهة واستقلالية البرلمان.

مصر تستعد لاستضافة بطولة العالم للكاراتيه 2025

اقرأ المزيد