30 مارس 2025

تتجه الأنظار إلى محاولات الوسطاء لإحياء الهدنة في قطاع غزة، التي انهارت قبل نحو أسبوع، وسط جهود مصرية وأمريكية مكثفة قبل أيام من عيد الفطر.

وبينما تستمر المشاورات، تزداد الضغوط مع تصاعد الاحتجاجات في إسرائيل وغزة ضد استمرار الحرب.

وطرح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مقترحاً محدثاً لتمديد وقف إطلاق النار حتى 20 أبريل، يشمل إطلاق عدد من الرهائن، لكن “حماس” وافقت فقط على إطلاق الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وهو ما اعتبرته واشنطن “غير مقبول”.

وفي المقابل، قدمت القاهرة مقترحاً ينص على إطلاق خمسة رهائن أحياء، مقابل وقف القتال لمدة أسبوع وإدخال مساعدات إنسانية، وهو ما ردت عليه “حماس” بإيجابية.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة الأربعاء، “السعي الحثيث من القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار، والمضي في تنفيذ باقي مراحله”، داعياً “الشركاء والأصدقاء لحشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة”.

وأجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، محادثات مع رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بشأن جهود تثبيت الهدنة والعودة لاتفاق 19 يناير.

كما بحث عبد العاطي مع رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، تطورات الوساطة المصرية-القطرية.

ويظل الموقف الإسرائيلي غير مرن، إذ نقل موقع “i24NEWS” الإسرائيلي عن مسؤولين أن تل أبيب ترفض أي صفقة تشمل إطلاق خمسة مختطفين فقط، وتصر على استعادة جميع الرهائن دفعة واحدة.

ويرى اللواء سمير فرج أن “الساعات المقبلة ستكون حاسمة”، مشيراً إلى أن مصر تضغط لإنجاز الهدنة قبل العيد، خاصة مع الحاجة الملحة لإدخال المساعدات.

واستمرت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 18 مارس، فيما حذرت “حماس” تل أبيب من أن “أي محاولة لاستعادة الأسرى بالقوة ستبوء بالفشل”.

ومن جهته، توعد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بمزيد من الضغوط على الحركة، مؤكداً أن إسرائيل ستواصل السيطرة على الأراضي في غزة.

وفي غضون ذلك، خرجت مظاهرات في قطاع غزة تهاجم “حماس”، بينما تتواصل الاحتجاجات في إسرائيل ضد حكومة نتنياهو، في مشهد يعكس حجم الغضب المتزايد داخل الطرفين.

وبينما تسعى مصر وقطر لتثبيت التهدئة، يرى المحلل الفلسطيني أيمن الرقب أن “الأمور لم تنضج بعد”، مشيراً إلى أن إسرائيل تفضل الضغط الميداني بدلاً من المفاوضات، بينما أبدت “حماس” مرونة تجاه المقترح المصري.

الساعات المقبلة ستحدد مسار الأحداث، فإما نجاح جهود الوساطة في وقف إطلاق النار، أو استمرار المواجهات مع تداعيات أكثر تعقيداً، قبل أيام قليلة من عيد الفطر.

اقرأ المزيد