07 أبريل 2025

باحثون في شؤون الهجرة يرون أن فترة عيد الفطر قد شهدت محاولات متفرقة للهجرة غير النظامية، مؤكدين أن الأعياد والعطل تظل فرصة يسعى بعض المهاجرين لاستغلالها رغم الإجراءات الأمنية.

وأوضح محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان بالمغرب، أن بعض المهاجرين غير النظاميين، سواء من الشباب المغربي أو من جنسيات أخرى، يرون في فترات الأعياد والعطل فرصة مواتية للعبور إلى أوروبا، استناداً إلى تصور بأن الإجراءات الأمنية تكون أقل تشديداً.

ولكنه أكد أن السلطات المغربية والإسبانية أصبحت مدركة لهذه الاستراتيجية، ما دفعها إلى تعزيز الرقابة خلال هذه الفترات باستخدام تقنيات متطورة، مثل الطائرات المسيرة ووسائل الرصد الحديثة، مما صعّب عمليات العبور مقارنة بالأيام العادية.

وأشار بن عيسى إلى تزايد أنشطة الحشد عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى توافد أعداد متزايدة من المهاجرين إلى المدن المتاخمة لسبتة ومليلية، ما يعكس استمرار الضغط على الحدود، رغم تشديد الإجراءات الأمنية وتطور أساليب المراقبة.

ومن جهته، أكد محمد الخشاني، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث حول الهجرة، أن فرضية ارتفاع محاولات الهجرة خلال الأعياد واقعية، لكنها تحتاج إلى دراسات وأبحاث لرصد أبعادها بشكل دقيق.

كما شدد على أن المغرب يعتمد مقاربة صارمة في حراسة حدوده، تنفيذاً لالتزاماته مع الشريك الأوروبي، خاصة إسبانيا التي تشيد بجهود المملكة في مكافحة شبكات الاتجار بالبشر.

وأشار الخشاني إلى أن تصورات الشباب تجاه الهجرة تغيرت بفعل التجارب الواقعية التي تنقلها وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بات كثيرون يدركون أن الحياة في أوروبا ليست كما كانوا يتخيلونها، مما جعل فكرة المخاطرة أقل جاذبية مما كانت عليه في الماضي.

ورغم فاعلية المقاربة الأمنية في الحد من الهجرة غير النظامية على المدى القصير، يرى الخبراء أن الحلول المستدامة تظل ضرورية لمعالجة الأسباب العميقة لهذه الظاهرة من منظور إنساني وتنموي، بما يشمل تحسين الفرص الاقتصادية للشباب في بلدانهم الأصلية.

اقرأ المزيد