كشفت منظمة الهجرة الدولية عن موجة نزوح ضخمة جديدة من مدينة الفاشر ومحيطها في ولاية شمال دارفور، حيث ارتفع عدد الفارين من مناطق القتال إلى نحو 99 ألف شخص منذ أواخر أكتوبر الماضي، في ظل تدهور متسارع للوضع الإنساني وصعوبة وصول المساعدات.
وقالت المنظمة في بيان صدر أمس الخميس إن فرقها الميدانية رصدت نزوح أكثر من عشرة آلاف شخص إضافي بين 9 و12 نوفمبر، نتيجة استمرار انعدام الأمن عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وأوضحت أن الأرقام لا تزال أولية وقابلة للزيادة مع اتساع نطاق العنف وتواصل حركة السكان نحو مناطق أكثر أمانا.
وذكرت المنظمة أن النازحين تفرقوا على ثلاث مناطق رئيسية هي الفاشر وطويلة وكتم، مشيرة إلى أن الطرق المؤدية إلى المدينة تشهد انفلاتا أمنيا حادا يعيق عمليات الإغاثة والتنقل.
كما وصفت الوضع الميداني بأنه “متقلب وخطير”، حيث تتواصل الاشتباكات المسلحة وتسجل تحركات واسعة للمدنيين بحثا عن مأوى آمن.
وأوضحت المنظمة أن الحصيلة الجديدة تمثل زيادة بنحو عشرة آلاف نازح مقارنة بالتقرير السابق الصادر في التاسع من نوفمبر، والذي قدّر عدد النازحين بـ 89 ألفا.
وجاء هذا التحديث في أعقاب تقارير متطابقة من منظمات محلية ودولية تتحدث عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين في الفاشر ومناطق دارفور الأخرى، بينها مجازر موثقة وعمليات قتل جماعي.
وفي سياق متصل، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تحذيرا شديد اللهجة بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، مؤكدة أن ما يزيد على عشرة ملايين طفل نازح يواجهون خطر المجاعة والحرمان من التعليم والرعاية الصحية، في ظل تصاعد النزاع المسلح وتراجع إمكانيات الإغاثة.
وقال ممثل المنظمة في السودان، شيلدون بيت، إن الأطفال يعيشون في ظروف وصفت بأنها “غير إنسانية”، إذ يعانون من نقص حاد في الغذاء واللقاحات والخدمات الأساسية، وسط انهيار البنى التحتية وصعوبة وصول فرق الإغاثة إلى مناطق النزوح.
وأشار إلى أن ملايين الأطفال باتوا خارج المدارس، ما ينذر بضياع جيل كامل إذا لم يتم التحرك العاجل لتوفير الدعم الإنساني والمالي المطلوب.
لأول مرة منذ بدء الحرب.. بنك السودان المركزي يفتح أبوابه في أم درمان
