تصاعد الإرهاب في النيجر يخلّف عشرات القتلى وآلاف النازحين، وسط محاولات حكومية ودولية لاحتواء الوضع المتدهور.
شهدت النيجر تصاعداً خطيراً في الهجمات الإرهابية التي تنفذها جماعات مرتبطة بالقاعدة وداعش، مستهدفة القرى الحدودية والمواقع العسكرية.
وأعلنت السلطات عن مقتل عشرات الجنود والمدنيين خلال الأشهر الأخيرة، في وقت تتزايد فيه موجات النزوح الجماعي للسكان هرباً من العنف.
وأعلنت الحكومة النيجرية عن مقتل 20 جندياً وإصابة آخرين في هجوم على معسكر عسكري بمنطقة تيلابيري، متهمة جماعات متطرفة بالمسؤولية عن الحادث.
وأكدت السلطات تنفيذ عمليات تمشيط واسعة أعقبت الهجوم، أسفرت عن مقتل عدد من العناصر الإرهابية وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
واستمرت الجماعات المسلحة في استهداف القرى الحدودية بين النيجر ومالي، ما أدى إلى تدمير قرى بأكملها وقتل سكانها.
وعبّر المزارعون عن قلقهم من هجمات متكررة تنفذها جماعات مرتبطة بـ”داعش – فرع الصحراء الكبرى” و”القاعدة”، والتي تسفر عن قتل القرويين والاستيلاء على ممتلكاتهم ومواشيهم.
وفشلت العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش النيجري في الحد من الهجمات الإرهابية المتزايدة، رغم الجهود المبذولة لتأمين المناطق الريفية.
وأعلنت القوات المشتركة لدول الساحل الإفريقي إعادة تنظيم استراتيجياتها الأمنية لتعزيز التنسيق الاستخباراتي والتصدي للتهديدات الإرهابية في المنطقة.
واستنكرت منظمات حقوقية محلية ودولية استمرار استهداف المدنيين من قبل الجماعات الإرهابية، وأشارت التقارير إلى استغلال هذه الجماعات النزاعات العرقية والخلافات القبلية لتأجيج الصراع وتعزيز نفوذها في المناطق النائية.
وكشفت وزارة الدفاع النيجرية أن الهجمات الإرهابية خلال العام الجاري تسببت في نزوح أكثر من 200,000 شخص، معظمهم يعيشون في ظروف إنسانية قاسية تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية. ودعت السلطات المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل للتخفيف من معاناة المتضررين.
وأطلقت الحكومة النيجيرية حملة وطنية لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الإرهاب، مؤكدة التزامها بتعزيز الحماية للمواطنين واستعادة الحياة الطبيعية في المناطق التي دمرها العنف.
ووصف الرئيس النيجري عبد الرحمن تشياني الجماعات الإرهابية بأنها “عصابات إجرامية تحمل أجندة الخراب”، داعياً إلى مواجهتها بكل حزم.
وأوضح خبراء أن ضعف التنمية الاقتصادية وانتشار شبكات التهريب يسهمان في زيادة نشاط الجماعات المسلحة التي تعتمد على تجارة الأسلحة والمخدرات وفرض الإتاوات كمصادر للتمويل.
وشددت الأمم المتحدة على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التهديدات الإرهابية، مؤكدة حاجة النيجر لدعم دولي أكبر للتغلب على أزمتها الأمنية والإنسانية.
مصر تدين الاستيلاء على المساعدات الإنسانية في رفح وتنتقد إسرائيل