مع تصاعد خطر تمدد الجماعات الإرهابية في دول الساحل الإفريقي، تواجه دول الترويكا—مالي وبوركينا فاسو والنيجر—اختباراً حاسماً في منطقة تيلابيري الحدودية.
واعتبر خبراء أن طلب الحكومة النيجرية بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني دعم حلفائها من مالي وبوركينا فاسو خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن ومواجهة التنظيمات المتطرفة، خاصة مع تزايد الهجمات على الحدود المشتركة، ما شكل تحدياً كبيراً لاستقرار النيجر.
وتشارك الدول الثلاث في رفض النفوذ الفرنسي، ما دفعها لإنهاء دور القوات الفرنسية في مكافحة الإرهاب، ما يجعل تقدمها العسكري في مواجهة الجماعات الإرهابية جزءاً مهماً من مشروعها السياسي.
وفي هذا السياق، وجه الجنرال تشياني نداءً عاجلاً إلى قادة مالي وبوركينا فاسو، العقيد عاصمي غويتا وإبراهيم تراوري، لدعم العمليات العسكرية في تيلابيري، التي شهدت نشاطاً متزايداً لفصائل مرتبطة بـ”داعش” و”القاعدة”.
ومنذ أغسطس 2023، بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، بدأ تشياني إصلاحاً أمنياً وإدارياً شمل إقالة حكام المناطق المدنية واستبدالهم بضباط عسكريين، ضمن جهود لضمان جهوزية أفضل لمواجهة التهديدات الإرهابية.
وقال الكبيرو بوكه، الباحث الأمني بجامعة أبيدجان، إن التضامن بين دول الترويكا يوفر دعماً لوجستياً ومعلوماتياً للعمليات العسكرية في تيلابيري، فيما رأى فاوستين كولو من أكرا أن النيجر تصرفت بشكل صحيح بتوسيع شراكاتها الأمنية لتفادي استغلال الجماعات الإرهابية للفراغ الأمني.
ويضيف الخبراء أن أهمية هذه الخطوة تكمن في أن تيلابيري تشكل معبراً رئيسياً للتجنيد والإمدادات العابرة للحدود، والسيطرة عليها ضرورية لحماية المدنيين وضمان أمن النيجر.
وتسعى النيجر من خلال هذا التحالف إلى تنسيق جهودها العسكرية مع مالي وبوركينا فاسو لاستعادة السيطرة على المناطق الخارجة عن نفوذ الدولة وتعزيز قدرتها على الاستجابة السريعة وتبادل المعلومات الاستخباراتية، في محاولة للحفاظ على شرعيتها داخلياً ودولياً.
الولايات المتحدة تبلغ قواتها بقرار مغادرة النيجر
