05 ديسمبر 2025

النيابة العامة المصرية أعلنت الإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين ضمن قائمة جديدة، في إطار الإفراجات المتواصلة منذ تشكيل اللجنة الرئاسية للعفو قبل أعوام.

وتُعد هذه الخطوة أحدث حلقات ملف المعتقلين السياسيين الذي يثير جدلاً واسعاً داخل مصر وخارجها، إذ تختلف التقديرات حول أعداد المحتجزين، بينما تشير منظمات حقوقية محلية ودولية إلى وجود عشرات الآلاف منهم، على خلفية قضايا تتصل بحرية التعبير أو الانتماءات السياسية، وهو ما تنفيه السلطات المصرية على نحو متكرر، مؤكدة أن المحتجزين يخضعون لإجراءات قانونية في إطار قضايا جنائية لا علاقة لها بالآراء أو المواقف السياسية.

وكشف المحامي الحقوقي خالد علي عن قائمة الأسماء المشمولة بالقرار، موضحاً أنها تضم كلاً من: حاتم السيد رشدي عبد اللطيف، ورضا محمد مبروك، ومجدي كامل محروس (برقم قيد 294)، إلى جانب محمد مصطفى عبد الغني خميس، ومحمد عبد الله إبراهيم عبد العال، ومحمد أحمد محمد علي حسن، ومحمود سمير عبد الحميد حسن، وأحمد علي محمد غازي، ومحمود عبد الجواد، وصبري صلاح محمد، وفتحي محروس فتحي سراج الدين، وتامر حسام مصطفى (برقم قيد 3434)، وكذلك أيمن إبراهيم سلامة (برقم قيد 6469).

وفي سياق متصل، رحبت “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” بمذكرة صادرة عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وجّهتها إلى الحكومة المصرية عقب تبنّي مخرجات الاستعراض الدوري الشامل لسجل مصر الحقوقي.

وأيدت “المبادرة” المطالب الأممية التي تضمنت توصيات بإصلاحات شاملة في مجالات العدالة الجنائية، والقيود المفروضة على المجال العام، وحقوق النساء، والإنفاق الاجتماعي.

كما أعادت المفوضية التأكيد على ضرورة مراجعة قانون الإجراءات الجنائية الجديد، وهو القانون الذي أثار جدلاً واسعاً بعد إقرار البرلمان تعديلات محدودة عليه الأسبوع الماضي، اعتبرتها منظمات حقوقية “التفافاً” على الضمانات الدستورية المتعلقة بالحق في الدفاع.

وأشارت المذكرة الأممية إلى أن الحكومة المصرية تلقت خلال جلسات المراجعة 343 توصية، وافقت على تنفيذ 265 منها، بنسبة تقل نحو 10% عن معدل القبول في مراجعة عام 2019.

ودعت المفوضية إلى مراجعة تعريف جريمة التعذيب ليتوافق مع الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، وتعديل مفهوم “الإرهاب” وتشريعات مكافحته بما ينسجم مع المعايير الدولية، إضافة إلى إنهاء ممارسات الاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة، وضمان الرقابة الكاملة على أماكن الاحتجاز.

كما شددت المفوضية على ضرورة التزام مصر بتقليص عدد الجرائم التي يُعاقب عليها بالإعدام، وحصرها في “أشد الجرائم خطورة”، مع تشجيعها على المضي تدريجياً نحو الإلغاء الكامل للعقوبة.

وفي ما يخص حقوق النساء، أعربت المفوضية عن تقديرها لبعض الخطوات الحكومية الإيجابية، لكنها دعت إلى إصدار قانون شامل يجرّم جميع أشكال العنف ضد النساء، بما في ذلك العنف الأسري والاغتصاب الزوجي.

وإذ رحّبت المفوضية بخطوات محدودة تمثلت في الإفراج عن بعض المحتجزين ورفع أسماء من قوائم الإرهاب، فإنها شددت على أن هذه التحسينات الجزئية لا تغيّر واقع استخدام تهم “الإرهاب” على نطاق واسع ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والصحافيين.

ودعت الحكومة المصرية إلى الإفراج عن جميع المحتجزين تعسفياً بسبب ممارستهم السلمية لحقوقهم، وضمان حرية عمل المجتمع المدني والمدافعين عن الحقوق والحريات.

وطالبت “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” الحكومة بإعداد خطة تنفيذية واضحة لتوصيات الاستعراض الدوري الشامل، على أن تشمل جدولاً زمنياً محدداً وإجراءات قابلة للقياس، معتبرة أن ذلك يشكّل “السبيل العملي الوحيد لتحقيق تحسّن ملموس في أوضاع حقوق الإنسان”.

وكانت “المبادرة” قد شاركت في جميع مراحل الدورة الحالية للاستعراض الأممي، وقدّمت تقارير مفصّلة ركزت على تدهور أوضاع الحقوق والحريات، وأصدرت تعليقاً على تقرير الحكومة المصرية تحت عنوان “الواقع الموازي”، أكدت فيه الحاجة إلى إصلاحات مؤسسية وتشريعية جذرية تعيد الثقة في منظومة العدالة وسيادة القانون.

الأمم المتحدة تدعو لتسريع بناء أكبر معبر بري بين ليبيا وتونس

اقرأ المزيد