19 ديسمبر 2025

في السنوات الأخيرة، برز تباينٌ واضح في أنماط الحياة والاستقرار اليومي بين الشرق الليبي الآمن والمستقر والغرب المضطرب، وهو تباين يلمسه المواطن في تفاصيل بسيطة قبل القضايا الكبرى، هذا الاختلاف لا يقتصر على السياسة أو الأمن فحسب، بل يمتد إلى الاقتصاد، والخدمات، والمزاج العام للناس.

  • الأمن والاستقرار

يُعدّ الأمن حجر الأساس لأي حياة طبيعية، ففي الشرق الليبي، انعكس الاستقرار الأمني النسبي على الحياة اليومية بشكل مباشر، إذ أصبحت حركة المواطنين أكثر سلاسة، والعمل يسير وفق مواعيد منتظمة، والأنشطة الاجتماعية تقام دون خوف من طارئ أمني.
مثال: في بنغازي، تشهد المقاهي والأسواق ازدحاماً حتى ساعات متأخرة، وتُقام الفعاليات الثقافية والرياضية بشكل دوري.

في المقابل، يعاني الغرب الليبي من توتر أمني متكرر، ناتج عن تعدد التشكيلات المسلحة وتداخل الصلاحيات، هذا الواقع يجعل حياة المواطن مرتبطة بحالة القلق والترقّب.

مثلاً، في طرابلس، قد تتوقف الدراسة أو تُغلق الطرق فجأة بسبب اشتباكات أو تحركات أمنية غير متوقعة.

التنمية والخدمات

الاستقرار أتاح في الشرق الليبي انطلاق مشاريع إعادة إعمار وبنية تحتية بشكل متواصل، شملت الطرق، والمستشفيات، وشبكات الكهرباء، ورغم التحديات الاقتصادية العامة، فإن وتيرة العمل واضحة ومتصاعدة.

مثل إعادة تأهيل مطار بنغازي الدولي وتطوير الكورنيش البحري، ما ساهم في تحسين صورة المدينة ونشاطها الاقتصادي.

أما في الغرب الليبي، فتتأثر الخدمات بعدم الاستقرار السياسي والإداري، حيث تتعطل مشاريع كثيرة أو تتوقف بسبب الخلافات أو غياب الرقابة الموحدة، حيث يتكرر مثلاً انقطاعا الكهرباء والمياه في بعض أحياء طرابلس، وتتأخر صيانة الطرق رغم الحاجة الملحّة.

الاقتصاد وفرص العمل

في الشرق، خلق الاستقرار مناخاً أفضل للاستثمار المحلي وعودة بعض رؤوس الأموال، ما انعكس على توفر فرص عمل نسبياً، خصوصاً في قطاعات البناء والخدمات، فانتشرت مثلاً ورش الإعمار والشركات المحلية التي تستقطب الشباب للعمل.

أما في الغرب، فيبقى الاقتصاد رهينة الاضطراب، إذ تتأثر الأعمال الصغيرة بالإغلاقات المفاجئة وارتفاع المخاطر، ما يدفع بعض التجار إلى تقليص نشاطهم أو نقله خارج البلاد.

ويشعر المواطن في الشرق بدرجة أعلى من الطمأنينة، ما ينعكس على العلاقات الاجتماعية والحياة الأسرية، التخطيط للمستقبل – حتى على مستوى بسيط – أصبح ممكناً.

أما في الغرب، فيسود الضغط النفسي وعدم اليقين، حيث يتكيّف الناس مع واقع متقلب، ويغلب الحذر على تفاصيل الحياة اليومية.

ليبيا.. قتلى خلال اشتباكات بين جهازي دعم الاستقرار والشرطة القضائية

اقرأ المزيد