05 ديسمبر 2025

عرض رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رؤيته للخروج من الأزمة الليبية، عبر مسار شامل يهدف إلى تعزيز فرص الاستقرار، وضمان احترام السيادة الوطنية، وإنهاء التدخلات الخارجية.

وجاء ذلك خلال لقاء المنفي مع غوتيريس في مقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك، الجمعة، حيث تطرق النقاش إلى آخر التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا.

وأوضح بيان للمجلس الرئاسي، السبت، أن المنفي شدد على ضرورة عقد حوار وطني شامل يضم جميع القوى الفاعلة دون إقصاء، بهدف الوصول إلى تسوية سياسية عادلة تنهي المرحلة الانتقالية وتمكّن الشعب الليبي من اختيار قيادته عبر صناديق الاقتراع.

وأشار البيان إلى تقدير غوتيريس للخطوات الإيجابية التي اتخذها المنفي في تهدئة الأوضاع الأمنية وتوحيد المؤسسات الاقتصادية، وإشادته بتعاون المجلس الرئاسي مع البعثة الأممية وجهود تعزيز الشفافية والمساءلة.

وكان المنفي قد عرض تفاصيل رؤيته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس الماضي، مؤكداً أنها ترتكز على أربع ركائز أساسية: استعادة السيادة الكاملة للدولة، إطلاق حوار شامل لجميع الأطراف، توحيد المؤسسات السيادية كالاقتصاد والأمن والدفاع، وإنهاء المرحلة الانتقالية عبر قاعدة دستورية واضحة تمكّن الليبيين من اختيار حكامهم بحرية.

ويشارك المنفي في اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين دوليين لمناقشة المستجدات الليبية والعلاقات الثنائية.

كما التقى مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية والشرق الأوسط مسعد بولس، حيث ناقشا العلاقات بين ليبيا والولايات المتحدة، والوضع السياسي في البلاد، وتعزيز التعاون في الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتعاون في الطاقة والاستثمار.

وعلى هامش الدورة، شهدت الاجتماعات لقاءً رفيع المستوى بشأن ليبيا الأربعاء الماضي، ترأسته الولايات المتحدة بمشاركة كبار المسؤولين من مصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وقطر والسعودية وتركيا والإمارات وبريطانيا.

ووفق بيان وزارة الخارجية الأمريكية، رحب المجتمعون بجهود رئيسة البعثة الأممية هانا تيتيه لتفعيل خريطة الطريق، مؤكدين أهمية تحقيق التكامل الأمني بين شرق وغرب البلاد، وبناء اقتصاد قوي يساهم في توحيد الدولة واستقرارها، وتعزيز المؤسسات الوطنية المستقلة مثل المؤسسة الوطنية للنفط، مصرف ليبيا المركزي وهيئة الرقابة المالية.

ورغم ذلك، لا يزال الوضع الليبي يشهد تعثراً، على الرغم من إعلان البعثة الأممية في 21 أغسطس الماضي خريطة طريق سياسية جديدة تتضمن إطاراً دستورياً للانتخابات، وتشكيل حكومة موحدة لتوحيد المؤسسات، وحوار مهيكل يشمل مختلف الشرائح السياسية والمجتمعية، وصولاً لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

ولم تحدد البعثة جدولاً زمنياً واضحاً لهذه المسارات، وسط استمرار التجاذبات بين حكومتي الوحدة الوطنية منتهية الولاية بطرابلس ومجلس النواب في بنغازي، وانقسام المؤسسات، لا سيما المتعلقة بالموارد المالية والنفطية، مما أعاق جهود التوافق الوطني.

ليبيا.. الحكومة المكلفة تنتقد إحاطة المبعوثة الأممية

اقرأ المزيد