05 ديسمبر 2025

استكمالاً للنجاح الذي حققته المرحلة الأولى للمنتدى الاقتصادي الليبي الروسي الذي عُقد في بنغازي خلال فبراير الماضي، انتقل المنتدى إلى روسيا حيث عُقدت المرحلة الثانية على مرحلتين فرعيتين: من 25 إلى 26 يونيو 2025 في سانت بطرسبرغ، ومن 28 إلى 30 يونيو 2025 في موسكو.

وقد شهدت هذه الجولة لقاءات موسعة بين رجال أعمال ليبيين ونظرائهم الروس، إضافة إلى اجتماعات رسمية مع غرف التجارة الروسية، والمؤسسات الحكومية المعنية بالشأن الاقتصادي.

وتخلل المنتدى في موسكو عرض تفصيلي للمناخ الاستثماري في ليبيا، بما في ذلك المناطق الحرة والموانئ والمشاريع الزراعية الكبرى، إضافة إلى طرح فرص في مجالات الأمن الغذائي، التصنيع المحلي، والطاقة.

وتميّز المنتدى بطابعه العملي، حيث انتقل من مجرد نقاشات عامة إلى خطوات تنفيذية أولية، عبر تكليف فرق عمل مشتركة لمتابعة ملفات التعاون.

كما عكست اللقاءات مدى الانفتاح الروسي على السوق الليبية، إذ أعرب ممثلو أكثر من 40 شركة روسية عن استعدادهم للدخول الفعلي في مشاريع استثمارية، بعضها مشترك مع القطاع الخاص الليبي، وبعضها بشراكة مع الدولة، خاصة في مجالات التكنولوجيا الحديثة والصناعات الثقيلة.

ويمثل المنتدى الاقتصادي الليبي–الروسي 2025 محطة فارقة في مسار العلاقات الليبية–الروسية، ورسالة واضحة بأن ليبيا تسعى لاستعادة مكانتها كلاعب اقتصادي إقليمي ودولي، عبر شراكات متعددة الاتجاهات لا تقتصر على الغرب، بل تنفتح على الشرق أيضاً.

وفي العاصمة الروسية، التقى الوفد الليبي بعدد من مسؤولي الدولة الروسية، إضافة إلى ممثلي كبرى الشركات الروسية. كما تم تنظيم طاولات مستديرة بين رجال أعمال ليبيين وروس.

وأكد سيرغي تيريشينكو، مستشار التعاون الاقتصادي الدولي بوزارة التنمية الاقتصادية الروسية “ليبيا شريك استراتيجي لروسيا في إفريقيا. نرغب في شراكات حقيقية في مجالات الطاقة، الزراعة، والنقل البحري، خاصة في ظل الموقع الجغرافي المتميز للموانئ الليبية”.

كما قال خالد المنتصر، رجل أعمال ليبي شارك في المنتدى””لقد كانت فرصة ثمينة لعرض قدراتنا كشركات وطنية على شركاء محتملين من روسيا. نحن الآن في مرحلة جديدة من التفكير: شراكات ذكية، لا تبعية اقتصادية”.

وفي ظل ما يشهده الشرق الليبي من استقرار أمني نسبي، وتوجه نحو بناء مؤسسات حديثة، فإن نتائج هذا المنتدى قد تشكّل نقطة تحول حقيقية، تؤسس لتحالف اقتصادي مبني على المصالح المشتركة، والتوازن، واحترام السيادة الوطنية.

وكانت مدينة بنغازي قد احتضنت يومي 22 و23 فبراير 2025 المرحلة الأولى من المنتدى، بمبادرة من وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، بالتعاون مع الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة.

وقد شكّلت هذه المرحلة منصة مهمة لتلاقي الرؤى الاقتصادية بين الجانبين، حيث ناقش المشاركون فرص التعاون في مجالات استراتيجية منها: الصناعة، الزراعة، التكنولوجيا، الطاقات المتجددة، البنية التحتية، والرقمنة.

ويمثل المنتدى الاقتصادي الليبي–الروسي 2025، في نسختيه الليبية والروسية، قفزة نوعية في مسار التعاون بين البلدين. ومن المتوقع أن تسفر الاجتماعات والاتفاقيات عن مشاريع فعلية على الأرض، لا سيما في المناطق الشرقية التي تشهد استقراراً أمنياً ملحوظاً.

خاص وكالة أخبار شمال إفريقيا

الخبراء الروس يكشفون أسرار صاروخ “Storm Shadow”

اقرأ المزيد