26 أبريل 2025

وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، تواصل إيران والولايات المتحدة التحضير لجولات جديدة من المحادثات النووية غير المباشرة، وسط تدخلات إقليمية، ومواقف متباينة، وشروط صارمة تفرضها أطراف معنية، أبرزها إسرائيل.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الإثنين، أن الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن تُعقد في بلد غير سلطنة عمان، مع التشديد على أن “المكان ليس هو العنصر الحاسم، بل الأهم هو استمرار التواصل في إطار الوساطة العمانية”.

وأضاف بقائي أن بلاده تنتظر تلقي ملاحظات رسمية من الجانب العماني لتحديد الموقع النهائي للجولة المقبلة.

كما لفت إلى أن الاتفاق النووي لا يزال ساريا، وأن طهران ملتزمة بالتشاور مع الأطراف الموقعة عليه، مشيرا إلى زيارة مرتقبة لوزير الخارجية عباس عراقجي إلى موسكو لمناقشة آخر تطورات الملف النووي، بالتزامن مع زيارة مرتقبة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى طهران هذا الأسبوع.

وشدد بقائي أن “إيران ترفض التفاوض تحت التهديد”، مشيرا إلى أن العقوبات والتهديدات العسكرية تتناقض مع منطق الحوار.

وجاءت هذه التصريحات في وقت تحدثت فيه مصادر إعلامية أميركية عن احتمال عقد جولة ثانية من المحادثات يوم السبت المقبل في العاصمة الإيطالية روما، في حال التوافق بين الأطراف.

ومن جانبها، رحبت وزيرة الخارجية النمساوية، بيات ماينل رايزنغر، بالمبادرة الأميركية-الإيرانية، معربة عن استعداد فيينا لاستضافة جولات مقبلة، في ضوء تجربتها السابقة ومكانتها الدبلوماسية كمقر للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي سياق متصل، أعرب الممثل الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، عن تشاؤمه حيال نضوج الظروف لعقد محادثات في المرحلة الحالية، مشددا على أهمية التوصل أولًا إلى توافق استراتيجي بين طهران وواشنطن.

وفي المقابل، برزت المواقف الإسرائيلية، حيث كشفت وسائل إعلام عبرية عن مطالب تل أبيب المسبقة بشأن أي اتفاق مرتقب، وتضمنت وقف تخصيب اليورانيوم، تعليق تشغيل أجهزة الطرد المركزي، إغلاق المفاعلات النووية، ومنع امتلاك إيران لرؤوس نووية.

كما جددت إسرائيل تهديدها باستخدام الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية “إذا رأت في الاتفاق خطرا مباشرا على أمنها القومي”.

وتأتي هذه التحركات وسط تقارير استخباراتية غربية تحذر من اقتراب إيران من بلوغ العتبة النووية، رغم تأكيدات طهران المستمرة على الطابع السلمي لبرنامجها النووي.

اقرأ المزيد