22 ديسمبر 2025

باشر المغرب تنفيذ إجراءات تنظيمية جديدة لإعادة هيكلة منظومة تسويق وتصدير منتجات القنب الهندي المرخص، في خطوة تستهدف ضبط مسارات العمل داخل القطاع ومعالجة الاختلالات التي رافقت مراحله الأولى، وذلك في إطار رؤية تمتد إلى أفق عام 2026.

وأفاد مصدر مسؤول في الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي بأن اجتماعا موسعا عقد هذا الأسبوع، جمع مختلف الفاعلين الحاصلين على تراخيص التسويق والتصدير، لعرض التوجهات الجديدة ومناقشة شروط الاستمرار في النشاط.

ووفق المعطيات المتوفرة، يبلغ عدد الشركات المرخصة في هذا المجال نحو 60 فاعلا، تقرر سحب تراخيص قرابة نصفهم بسبب عدم احترام الالتزامات القانونية، وعلى رأسها غياب العقود مع التعاونيات الفلاحية المنتجة أو مع شركات التحويل المرخص لها.

وأوضح المصدر أن قرار السحب جاء بعد مسار طويل من التنبيهات والاجتماعات التي استمرت لأكثر من عام، جرى خلالها حث المعنيين على تفعيل تراخيصهم والالتزام بدفاتر التحملات، لافتا إلى أن الإطار القانوني ينص صراحة على سحب الترخيص في حال عدم استغلاله لمدة سنتين متتاليتين.

وفي هذا السياق، اعتمدت الوكالة مسطرة إنذارية تمنح الشركات المعنية مهلة 30 يوما لتسوية وضعيتها، قبل المرور إلى الإلغاء النهائي للتراخيص في حال عدم الامتثال.

وأكد المصدر أن الغاية من هذه الخطوة ليست الإقصاء، بل تنظيم السوق ووضع حد لممارسات أربكت منظومة العرض والطلب، من بينها التفاوض على الأسعار دون توفر فعلي على المنتج أو دون تنسيق مسبق مع المنتجين والمحولين.

وفي المقابل، أوضح أن هذه الإجراءات لا تشمل الفاعلين الذين يجمعون بين تراخيص التسويق والتصدير ورخص التحويل، والذين يفوق عددهم 100 شركة، مشيرا إلى أن هذه الفئة تشتغل ضمن سلاسل إنتاج واضحة ومتكاملة، وستواصل نشاطها بشكل اعتيادي.

وأشار المصدر إلى أن عام 2026 سيشكل محطة مفصلية لإعادة توجيه القطاع، مع التركيز بشكل خاص على حلقة التسويق والتصدير باعتبارها عنصرا حاسما في تثمين الإنتاج الوطني.

وخلال الاجتماع، جرى عرض حزمة من التدابير التنظيمية الجديدة، أعدت بتنسيق مع وزارتي الصحة والتجارة، وتهدف إلى تبسيط وتسريع مساطر التسويق والتصدير، مع الحفاظ على معايير الجودة والمسؤولية، وتعزيز الثقة داخل المنظومة.

ومن أبرز هذه الإجراءات تمكين المرخصين من تسجيل عدد غير محدود من العلامات التجارية لدى الوكالة الوطنية للأدوية والمنتجات الطبية، إلى جانب اعتماد مسطرة جديدة لطلبات النقل تغطي توقعات تمتد لثلاثة أشهر دفعة واحدة، بدل التقديم المنفصل لكل عملية، شريطة تقديم تقارير دورية عن التقدم المحقق.

كما شملت الإصلاحات السماح بإبرام شراكات لفتح نقاط بيع تابعة للشركات المرخصة، وتنظيم الاتفاقيات المباشرة مع شركات التحويل، مع إلزامية تحديد التعاونية المنتجة للمادة الأولية، بما يضمن الشفافية وتتبع مسار المنتج.

إضافة إلى ذلك، فتح المجال أمام تصدير عينات لأغراض التحليل، استجابة لطلبات صناعات دوائية أجنبية ترغب في اختبار المنتجات وفق المعايير الدولية.

 

الأمازيغ صوت ليبيا الخائف من التكفير

اقرأ المزيد