استمر المغرب استيراد كميات كبيرة من زيت الزيتون للتخفيف من تأثير تراجع الإنتاج المحلي، حيث تم تخصيص 20 ألف طن معفاة من الرسوم الجمركية، مما ساهم في انخفاض الأسعار بالسوق، وتهيمن تونس وإسبانيا على الواردات، بينما تسعى الحكومة لموازنة بين دعم المنتجين المحليين واحتياجات السوق.
في إطار الجهود الرامية إلى استقرار أسعار زيت الزيتون في السوق المحلية، واصل المغرب خلال العام الجاري استيراد كميات كبيرة من هذه المادة الأساسية، لا سيما في ظل تراجع الإنتاج المحلي خلال الموسم الفلاحي الأخير.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة حكومية تهدف إلى تخفيف الضغط على المستهلكين بعد الارتفاع القياسي الذي شهدته أسعار الزيتون ومنتجاته.
وقامت الحكومة المغربية بتوزيع حصة استيرادية مقدارها 20 ألف طن من زيت الزيتون البكر والبكر الممتاز، معفاة من الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة، وذلك وفقاً لأحكام قانون المالية لسنة 2025.
وقد استفادت من هذه الحصة 89 مقاولة مغربية تقدمت بطلبات للحصول على الرخصة. وحتى 23 يوليو الجاري، تم استيراد حوالي 5320 طناً، أي ما يعادل 27% من الكمية المخصصة، وفقاً لمعطيات وزارة الصناعة والتجارة.
وبالإضافة إلى ذلك، تم استيراد نحو 10,440 طناً خارج نطاق الحصة التعريفية، ليصل إجمالي الكميات المستوردة إلى أكثر من 15,700 طن.
وجاءت تونس على رأس الدول المصدرة للمغرب بحوالي 12,626 طناً، تليها إسبانيا بـ2700 طن، في حين تم استيراد 424 طناً من دول أخرى.
بدأت تأثيرات هذه الواردات تظهر بشكل واضح في الأسواق المغربية، حيث لوحظ انخفاض ملموس في أسعار زيت الزيتون.
فعلى سبيل المثال، يتراوح سعر اللتر الواحد من الزيت الإسباني المستورد بين 69 و79 درهماً، بينما يبلغ سعر عبوة الخمسة لترات حوالي 300 درهم.
كما شهد المنتوج المحلي انخفاضاً في الأسعار، حيث يباع اللتر حالياً بين 79 و89 درهماً، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى تجاوز سعره 120 درهماً للتر.
ويعاني المغرب من تقلبات في إنتاج زيت الزيتون بسبب العوامل المناخية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار في السوق المحلية خلال الفترات الماضية.
وقد ساهمت الإجراءات الحكومية، بما في ذلك التسهيلات الجمركية وزيادة الواردات، في تخفيف حدة هذه الأزمة.
ومع ذلك، لا يزال المنتجون المحليون يواجهون تحديات كبيرة، خاصة في ظل المنافسة مع الزيوت المستوردة التي تتمتع بأسعار أكثر تنافسية.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الإجراءات حتى نهاية العام الجاري، مع ترك المجال للمقاولات المستفيدة من استكمال استيراد حصصها في إطار الإعفاءات الضريبية.
كما تسعى الحكومة إلى موازنة بين حماية المنتج المحلي وتأمين احتياجات السوق من هذه المادة الأساسية، في وقت لا تزال فيه أسعار الزيتون تشهد تقلبات بسبب عوامل محلية ودولية.
نقل معارض تونسي مضرب عن الطعام إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية
