05 ديسمبر 2025

أطلق المغرب مشروعاً لتركيب ألواح شمسية عائمة على سد طنجة المتوسط لمواجهة أزمة الجفاف، حيث تراجعت معدلات ملء السدود إلى 35%، ويهدف المشروع لتقليل تبخر المياه بنسبة 30% وتوليد 13 ميغاوات من الطاقة.

في خطوة مبتكرة لمواجهة أزمة الجفاف المتفاقمة، أطلق المغرب مشروعاً فريداً من نوعه يتمثل في تركيب ألواح شمسية عائمة فوق حوض سد طنجة المتوسط شمالي البلاد، بهدف خفض معدلات تبخر المياه وتوليد الطاقة الكهربائية في الوقت ذاته.

تواجه المملكة المغربية للعام السابع على التوالي موجة جفاف هي الأسوأ منذ نحو 40 عاماً، حيث تراجعت معدلات ملء السدود إلى 35% فقط بحلول أغسطس الماضي.

ووفقاً لوزارة التجهيز والماء، أدى ارتفاع درجات الحرارة بمعدل 1.8 درجة فوق المتوسط المعتاد إلى فقدان نحو 1.5 مليون متر مكعب من مياه السدود يومياً بسبب التبخر.

يقوم المشروع، الذي أطلق أواخر العام الماضي، على تغطية مساحة 10 هكتارات من السد البالغة مساحته 123 هكتاراً بأكثر من 22 ألف لوحة شمسية عائمة، مثبتة على أكثر من 400 منصة مصممة لمقاومة تقلبات المناخ.

وستُدعم هذه المنصات بأشجار تُغرس على ضفتي السد لتخفيف قوة الرياح التي تساهم في زيادة التبخر.

من المتوقع أن يخفض المشروع معدلات تبخر المياه بنسبة 30%، وفقاً للدراسات الأولية، مما سيوفر نحو 1.2 مليون متر مكعب من المياه سنوياً – وهو ما يعادل 1% من الاستهلاك السنوي لمدينة طنجة التي يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة.

بالإضافة إلى ذلك، ستولد الألواح طاقة كهربائية تصل إلى 13 ميغاواط، ستُخصص لتغطية جزء من احتياجات ميناء طنجة المتوسط المجاور.

على الرغم من إشادة الخبراء بهذه التجربة الرائدة، مثل خبير المناخ محمد سعيد قروق، إلا أنهم يشيرون إلى تحديات محتملة، منها إمكانية تأثر الألواح بانخفاض منسوب المياه وصعوبة تطبيقها على جميع السدود بسبب اختلاف التضاريس والمساحات.

وتجري حالياً دراسات جدوى لتطبيق مشاريع مماثلة في سدي لالة تكركوست بضواحي مراكش ووادي المخازن في الشمال، في إطار استراتيجية شاملة لمواجهة الإجهاد المائي الذي أدى إلى تراجع الموارد المائية من 18 مليار متر مكعب سنوياً في الثمانينيات إلى 5 مليارات متر مكعب حالياً.

يذكر أن هذه التقنية تُختبر حالياً في عدة دول حول العالم بما فيها فرنسا وإندونيسيا وتايلاند، بينما تمتلك الصين أكبر المنشآت من هذا النوع على مستوى العالم.

إلى جانب هذه المشاريع المبتكرة، يعول المغرب على تحلية مياه البحر كركن أساسي في استراتيجيته المائية، حيث يهدف إلى زيادة إنتاج المياه المحلاة من 320 مليون متر مكعب حالياً إلى 1.7 مليار متر مكعب سنوياً بحلول عام 2030، في مسعى لضمان الأمن المائي في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.

معركة بالأيدي بين جنود صينيين وفلبينيين في عرض البحر (فيديو)

اقرأ المزيد