أعطت الحكومة المغربية الضوء الأخضر لسلسلة من المشاريع الاستراتيجية في قطاع الصناعات الدفاعية، بلغت قيمتها الإجمالية نحو 260 مليون دولار، في خطوة تعكس توجه الرباط نحو بناء قاعدة صناعية عسكرية قادرة على تزويد القوات المسلحة بقدرات إنتاجية محلية وتعزيز إمكانات التصدير.
وكشف الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، خلال مناقشة الميزانية أمام البرلمان، أن عشرة مشاريع دفاعية جديدة تمت المصادقة عليها خلال العام الجاري، ومن المنتظر أن توفر أكثر من 2500 وظيفة مباشرة في مراحلها الأولى.
وتأتي هذه المشاريع ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تطوير الصناعات العسكرية وتقليص الاعتماد على الاستيراد، مع الاستثمار في البحث ونقل التكنولوجيا.
وأشار لوديي إلى أن ميزانية إدارة الدفاع الوطني لعام 2026 ستصل إلى 73 مليار درهم (7.8 مليارات دولار)، بزيادة تقارب 5% عن العام السابق.
وسيخصص جزء مهم من الميزانية، يناهز 17.7 مليار درهم، للاستثمار وتحديث تجهيزات الجيش، إلى جانب دعم المنظومة الصناعية الدفاعية الناشئة.
ولتشجيع الشركات الأجنبية والمحلية على الاستثمار، اعتمدت الحكومة مرسوما يمنح إعفاء ضريبيا لمدة خمس سنوات للمؤسسات التي تعمل في مجالات تصنيع الأسلحة والمعدات الدفاعية والذخيرة.
ويهدف هذا القرار إلى تعزيز جاذبية البلاد كموقع صناعي في مجال الدفاع، على غرار ما حققته الرباط في قطاعي السيارات والطيران.
وتعمل المملكة على تجهيز منطقتين متخصصتين للصناعات الدفاعية ستصبحان جاهزتين لاستقبال المستثمرين قبل نهاية عام 2026.
وستوفر هاتان المنطقتان حوافز جمركية وضريبية وإدارية، بهدف خلق بيئة صناعية متكاملة تستوفي المعايير الدولية لمجالات التصنيع العسكري.
وجذبت هذه الديناميكية الجديدة عددا من الشركات الكبرى، من بينها شركة “إمبراير” (Embraer) البرازيلية، التي وقّعت اتفاقية لضخ مليار دولار في السوق المغربية بحلول عام 2035، لتطوير شبكة توريد تشمل الطيران الدفاعي والتجاري وصيانة الطائرات.
كما دشّنت شركة “تاتا أدفنسد سيستمز” الهندية أول مصنع لها خارج الهند في مدينة برشيد، لإنتاج مركبات قتالية مدرعة من طراز WhAP 8×8 لفائدة القوات المسلحة الملكية.
وتطمح الشركة إلى رفع نسب الإدماج المحلي من 35% حالياً إلى 50% مستقبلاً عبر تطوير سلسلة الموردين الوطنيين.
الاتحاد الإفريقي يعلن عن قائمة الحكام لإدارة كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب
