المغرب يطلق طلبات عروض لبناء محطات لاستقبال الغاز الطبيعي المسال وتخزينه وتحويله وربطها بمحطات إنتاج الكهرباء، في إطار خطة وطنية لتعزيز السيادة الطاقية وتوفير بدائل مستدامة لتأمين احتياجات البلاد من الطاقة.
وتشير المعطيات الرسمية إلى أن المحطة الأولى ستقام في ميناء الناظور غرب المتوسط، حيث سيتم ضخ الغاز مباشرة في خط أنابيب الغاز المغاربي–الأوروبي (GME)، الذي يعد شرياناً استراتيجياً يربط بين المغرب والسوق الأوروبية.
وتقدر الاستثمارات المبرمجة لإنشاء محطة استيراد الغاز الطبيعي المسال بالناظور بنحو 273 مليون دولار، فيما تبلغ تكلفة تمديد خط الأنابيب من GME إلى مدينة المحمدية حوالي 638.7 مليون دولار.
كما رُصد نحو 42.5 مليون دولار لإنشاء شبكة إمداد ثانوية لفائدة المنطقتين الصناعيتين بالقنيطرة والمحمدية، ما يرفع إجمالي الاستثمارات إلى نحو 954.2 مليون دولار.
ويشمل المشروع ربط المحطة بشبكة وطنية من الأنابيب لتغذية محطات توليد الكهرباء الحالية والمستقبلية التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إضافة إلى تزويد المناطق الصناعية بالقنيطرة والمحمدية بالغاز الطبيعي.
كما يتضمن الربط مستقبلاً بمحطات الغاز المسال المرتقب إنشاؤها على طول الساحل الأطلسي، فضلاً عن مشروع أنبوب الغاز الأطلسي الأفريقي الذي يصل المغرب بنيجيريا عبر ميناء الداخلة.
ويهدف طلب العرض الأول إلى اختيار شركات مؤهلة لتصميم وتمويل وبناء وتشغيل خطوط الأنابيب الرابطة بين ميناء الناظور وخط GME والمناطق الصناعية في الغرب، بينما يركز طلب العرض الثاني على استئجار محطة غاز عائمة (FSRU) بالميناء، بحيث يتولى المشغل توفير السفينة وإجراء التجهيزات الفنية اللازمة قبل تسليمها لسلطة ميناء الناظور غرب المتوسط.
وبحسب خارطة الطريق الوطنية للغاز 2025- 2030، تم تصميم ميناء الناظور لاستقبال ناقلات الغاز الطبيعي المسال من طراز Q-Flex بسعة تصل إلى 215 ألف متر مكعب، ما يتيح إعادة تغويز كمية اسمية تبلغ 5.1 مليار متر مكعب سنوياً، مع قابلية رفعها إلى 7.5 مليار متر مكعب خلال فترات الذروة، وتؤكد هذه القدرات توجّه المغرب نحو تعزيز أمنه الطاقي وترسيخ موقعه كبوابة استراتيجية للطاقة في المنطقة.
المغرب يتلقى 260 مليون دولار من البنك الإفريقي
