05 ديسمبر 2025

مع استمرار تداعيات الجفاف على القطاع الزراعي، تتجه المملكة المغربية نحو توسيع مصادرها الخارجية من القمح، لتصل كمية الاستيراد إلى 6 مليون طن، في تحرك استباقي لضمان الأمن الغذائي وتجنب اضطرابات السوق المحلي.

وتأتي هذه الخطوة في ظل انخفاض أسعار القمح اللين عالميا إلى نحو 250 دولارا للطن، ما شجع المستوردين المغاربة على العودة إلى السوق الأميركية إلى جانب الأوروبية، بعد سنوات من التركيز على الأخيرة فقط.

وأكد رئيس جمعية أصحاب المطاحن،مولاي عبد القادر العلوي، أن الأسعار الحالية تقع دون العتبة التي حددتها الدولة لدعم الواردات، والمقدرة بـ270 دولارا للطن، ما يُعفي خزينة الدولة من دفع تعويضات الاستيراد، ويوفر متنفساً مالياً للموازنة العامة.

وأعلنت وزارتا المالية والفلاحة استمرار العمل بالمنحة الجزافية لدعم استيراد القمح اللين حتى نهاية ديسمبر 2025، تحسبا لأي تغيرات محتملة في الأسواق العالمية. وقدر العلوي حجم الواردات المرتقبة بنحو ستة ملايين طن، منها خمسة ملايين للقمح اللين الذي يشكل نحو 80% من الاستهلاك الوطني.

ومن جانبه، حذر الخبير الزراعي محمد هاكش من هشاشة المنظومة الغذائية المغربية في ظل الاعتماد المفرط على الواردات، مشددا على ضرورة إعادة هيكلة الدعم لتحفيز الإنتاج المحلي وتوفير تسعيرة مجزية للمزارعين، خصوصاً الصغار منهم، باعتبارهم الحلقة الأضعف في سلاسل التوريد.

وتبقى الذاكرة المغربية حاضرة بما حدث خلال أزمة أوكرانيا عام 2022، حين ارتفعت الأسعار بأكثر من 40% واضطربت سلاسل الإمداد العالمية، ما يدفع الخبراء اليوم للتنبيه إلى ضرورة تنويع المصادر من جهة، وتعزيز الإنتاج المحلي من جهة ثانية، لتحقيق قدر من السيادة الغذائية وسط تحولات مناخية وجيوسياسية لا يمكن التنبؤ بها.

وسجل المغرب خلال موسم 2024 واحدا من أدنى مستويات الإنتاج الزراعي في عقدٍ كامل، إذ لم يتجاوز محصول الحبوب 31 مليون قنطار، مقارنة بـ55 مليوناً في 2021، وفق بيانات وزارة الفلاحة.

وتستهلك البلاد سنويا نحو 10 ملايين طن من القمح، يُستورد منها في العادة ما بين 4 و5 ملايين طن، لكن هذا العام يقفز الرقم إلى 6 ملايين بفعل شح الإنتاج المحلي.

 

المغرب يحتضن المؤتمر الدولي الثاني حول الهيدروجين الأخضر

اقرأ المزيد