في تصريحات خلال ندوة صحفية عقدت أمس الخميس في بالرباط، شدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على ضرورة انخراط إفريقيا في مجال الذكاء الاصطناعي.
وجاءت تصريحات بوريطة على هامش الاجتماع الوزاري لمجلس السلم والأمن الإفريقي، الذي عُقد بتقنية الاتصال المرئي برئاسة المغرب، حيث بين أهمية تجاوز دور القارة كمتلقية سلبية للتقنيات الحديثة، منوها إلى أن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه الذي يُعقد على المستوى الوزاري داخل الاتحاد الإفريقي لمناقشة قضايا الذكاء الاصطناعي.
كما أكد الوزير خلال الاجتماع الذي حضره 8 من أعضاء المجلس الـ15، على التحديات والفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للأمن والاستقرار في القارة، منوها على الخطر الناتج عن استغلال الجماعات الإرهابية والتدخلات التكنولوجية في العمليات الانتخابية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأشار إلى الزيادة الكبيرة في نسبة الأخبار المضللة والفيديوهات المزيفة، مما يشكل تحديا أمنيا متزايدا.
ومن ناحية أخرى، سلط الاجتماع الضوء على الإمكانيات الإيجابية للذكاء الاصطناعي، مثل تحسين الإنتاج الزراعي، ودعا إلى تعزيز الاستثمار في الرأسمال البشري والبنية التحتية التكنولوجية في إفريقيا، حيث أشار بوريطة إلى أن 1% فقط من خبراء الذكاء الاصطناعي في العالم من أصول إفريقية، ما يبرز الحاجة إلى مكافحة هجرة العقول.
وشدد الوزير المغربي على ضرورة تطوير إطار قانوني مناسب وتعزيز التعاون الإفريقي المتبادل، مشيرا إلى دور المغرب في إطلاق مبادرة “أصدقاء الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة” بالأمم المتحدة، وركز على أهمية أن تكون إفريقيا شريكا في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة.
يذكر أن مجلس السلم والأمن الإفريقي جهاز تابع للاتحاد الإفريقي، وتأسس عام 2004، ويُعنى بتعزيز السلم والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، ويُعتبر هذا المجلس نظيرا لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، حيث يتولى مسؤولية تنفيذ قرارات الاتحاد الإفريقي المتعلقة بالسلام والأمن.