05 ديسمبر 2025

محافظ بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، يعلن دراسة توسيع استخدام العملة الرقمية السيادية لتشمل الدفع بين الأفراد والتحويلات عبر الحدود، دعماً للتحول الرقمي والسيادة النقدية.

وأوضح الجواهري، خلال مشاركته في مؤتمر بالعاصمة الرباط، أن العملة الرقمية للبنك المركزي المغربي (MDBC)، والتي تختلف عن العملات المشفرة غير الخاضعة للرقابة، تخضع لإشراف وإدارة البنك المركزي، وتُعد خياراً واعداً للدفع الرقمي، سواء على مستوى التعاملات الكبرى أو الاستخدامات اليومية بالتجزئة.

وأضاف أن البنك يعمل بالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إلى جانب البنك المركزي المصري، على دراسة متكاملة لتقييم الآثار الماكرو-اقتصادية والمخاطر المحتملة لاعتماد العملة الرقمية في المدفوعات عبر الحدود، مشيراً إلى أن المشروع يمر حالياً بمرحلة دراسات تقنية وتنظيمية وقانونية متقدمة.

ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن الجواهري تأكيده أن بنك المغرب، على غرار عدد من بلدان القارة الإفريقية، أجرى دراسات معمّقة لتحديد الأهداف الاستراتيجية لإصدار العملة الرقمية، وانعكاساتها المحتملة على النظام المالي الوطني، خاصة من حيث مرونته وأمانه وكفاءته.

وأكد الجواهري أن المرحلة المقبلة ستشهد استكمال تحليلات قانونية وتنظيمية لضمان جاهزية الإطار التشريعي، بالتزامن مع الجهود الهادفة إلى توفير بنية تحتية آمنة ومطابقة للمعايير الدولية.

وفي سياق متصل، أشار الجواهري إلى وجود مشروع قانون قيد المراجعة حالياً من قبل وزارة المالية يتعلق بتنظيم الأصول الرقمية، وهو ما يمثل خطوة أولى نحو تأطير تداول هذه الأصول بشكل قانوني، بعد سنوات من الحظر الرسمي المفروض منذ عام 2017 على العملات المشفرة، والتي ما زال استخدامها مستمراً بشكل غير رسمي عبر طرق تحايلية.

وفي هذا الصدد، شدد محافظ بنك المغرب على ضرورة أن تبادر السلطات، خصوصاً البنوك المركزية، إلى وضع إطار قانوني منظم للأصول الرقمية المشفّرة والعملات المستقرة، مؤكداً أنها لا تفي بمعايير العملة العامة الوطنية، بحسب توصيات بنك التسويات الدولية (BRI).

وحذّر من أن هذه الأدوات قد تحمل مخاطر كبيرة تتعلق بغسل الأموال وتقليص دور الوساطة المالية التقليدية، بما قد ينعكس سلباً على نزاهة النظام المالي واستقراره.

ويأتي هذا التوجه في وقت تتسابق فيه العديد من البنوك المركزية حول العالم لتطوير وإطلاق نسخها السيادية من العملات الرقمية، في مسعى لمواكبة التحول الرقمي العالمي، مع الحفاظ على الدور المركزي للدولة في النظام النقدي.

لعنة الإصابات تضرب المنتخبات العربية قبل جولات مصيرية في تصفيات المونديال

اقرأ المزيد