يقترب المغرب من تنفيذ مشروع محطة للغاز المسال في ميناء الناظور، مع خطط لبناء خطوط أنابيب جديدة لزيادة إمدادات الغاز وتعويض النقص الجزائري، بهدف دعم أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على الفحم.
يقترب المغرب من تنفيذ واحد من أهم مشاريعه في مجال الطاقة، مع تقدم التحضيرات لإنشاء محطة جديدة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، في خطوة تهدف إلى تعزيز أمن الإمدادات وتنويع مصادر الاستيراد بعيداً عن الاعتماد على مسار واحد عبر إسبانيا.
وبحسب بيانات، فقد طرحت المملكة مناقصة دولية لتوفير وحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة (FSRU) ستتمركز في ميناء الناظور غرب البحر المتوسط.
ويُرتقب أن تشكّل هذه الوحدة نقطة محورية في خطط المغرب لتأمين تدفقات مستقرة من الغاز ودعم مشروعات البنية التحتية الطاقية.
ويشمل المشروع أيضاً اختيار شركات لبناء خطوط أنابيب جديدة لربط الميناء بالمناطق الصناعية، إضافة إلى تشغيل هذه الخطوط وتمويلها.
وتسعى الرباط إلى رفع استهلاكها من الغاز من 1.2 مليار متر مكعب حالياً إلى 12 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، مما يعزز الانتقال نحو طاقة أنظف وتقليص الاعتماد على الفحم في إنتاج الكهرباء.
ومن المتوقع أن يبدأ قبول عروض المناقصة الخاصة بوحدة التغويز العائمة في فبراير 2026، بالتزامن مع إعلان الشركات المؤهلة لتنفيذ مشاريع خطوط الأنابيب.
وتخطط الحكومة المغربية لضخ استثمارات تُقدّر بنحو 3.5 مليار دولار لتلبية الطلب المتصاعد على الغاز، لا سيما بعد توقف الإمدادات الجزائرية في نوفمبر 2021 إثر خلافات دبلوماسية.
وتُعد هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على استقرار الصناعات التصديرية المغربية نحو أوروبا.
وقدّرت وزيرة الانتقال الطاقي ليلى بنعلي كلفة تطوير شبكة الغاز بأكثر من مليار دولار، تشمل 273 مليون دولار لوحدة التغويز العائمة وربطها بخط الغاز المغاربي–الأوروبي، إلى جانب 638.7 مليون دولار لربط الشبكة بمدينة المحمدية، و42.5 مليون دولار لإيصال الغاز إلى منطقتي القنيطرة والمحمدية.
وستُربط محطة الناظور بخط الغاز المغاربي–الأوروبي، مما سيتيح لاحقاً استخدام الشبكة في نقل الهيدروجين الأخضر داخل البلاد وإلى الأسواق الدولية.
وتتضمن الخطط المغربية أيضاً تخصيص 1.5 مليار دولار لتعزيز البنية التحتية لاستيراد الغاز المسال، واستثمار ملياري دولار إضافيين في إنشاء محطات كهرباء تعمل بالغاز، بهدف مضاعفة إنتاج الكهرباء المعتمدة على هذا المصدر.
وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية أوسع لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، عبر التوسع في الطاقات المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إضافة إلى تطوير قدرات تخزين الطاقة.
وتتوقع الحكومة إضافة 12.5 غيغاواط من الطاقة المتجددة بين 2025 و2030 باستثمارات تبلغ 11 مليار دولار.
وتشير البيانات إلى ارتفاع واردات المغرب من الغاز بنسبة 6.3% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بعدما بلغت 7.643 تيراواط/ساعة مقارنة بـ7.19 تيراواط/ساعة في الفترة نفسها من العام السابق.
ويتم استيراد هذه الكميات من عدة دول، أبرزها روسيا والولايات المتحدة، إلى جانب اتفاق قائم مع شركة شل منذ عام 2023.
ويجري إعادة تغويز الغاز المستورد في إسبانيا، قبل ضخه إلى المغرب عبر خط الغاز المغاربي–الأوروبي، الذي تحول إلى قناة أساسية لتأمين الاحتياجات الطاقية للمملكة منذ 2022.
ليبيا تؤكد عدم وجود علاقات مع السلطات الأوكرانية
