Ahmad 
تمكن المغرب من تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق، حيث أجرى أول عملية جراحية عن بُعد باستخدام تقنية الروبوت.
وقاد الدكتور يونس أحلال وفريق طبي وتقني مغربي هذا المشروع الثوري، الذي يجسد التقدم الكبير الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة، وتم تنفيذ العملية باستخدام روبوت جراحي متطور “تومي” (Toumai)، حيث أدار الجراح المغربي العملية من شنغهاي بالصين بينما كان المريض في مستشفى بالدار البيضاء، على مسافة 12 ألف كيلومتر.
وتعددت التقنيات التي اعتمدت عليها العملية، من بينها الاتصال عبر إنترنت عالي السرعة والصور ثلاثية الأبعاد، ما سمح بإجراء الجراحة بدقة وكفاءة عالية.
ورغم أن تقنية الجراحة عن بُعد ليست جديدة عالمياً، فإن المسافة الكبيرة بين مكان الجراح والمريض تجعل من هذا الإنجاز سابقة تاريخية تضع المغرب في مقدمة الدول التي تتبنى هذا المجال الطبي المتطور.
وصرح الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن هذه العملية تمثل ثورة في المجال الطبي، مشيراً إلى أن دمج التكنولوجيا المتقدمة مع الكفاءات الوطنية يسهم في تقليل الأخطاء الجراحية ويعزز من نتائج العمليات الجراحية.
وأضاف حمضي أن هذه العمليات تفتح آفاقاً جديدة للأطباء المغاربة للتعاون مع نظائرهم في دول أخرى، مما يساهم في نشر الخبرات وتوسيع نطاق العلاج.
وواجهت هذه التقنية تحديات كبيرة تتطلب معالجتها لضمان استدامة العمليات الجراحية عن بُعد، من بين هذه التحديات البنية التحتية التقنية التي تشمل ضرورة توفر اتصال إنترنت عالي السرعة ومستقر لضمان استجابة فورية، وهو ما تحقق في المغرب بفضل التعاون مع إحدى شركات الاتصالات المحلية.
وتبرز التكاليف المرتفعة للتكنولوجيا كعائق رئيسي، حيث تتطلب الروبوتات الجراحية استثمارات كبيرة، إضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر تدريبًا مكثفًا للأطباء والجراحين على استخدام هذه التقنيات الحديثة.
وأشار حمضي إلى أن المغرب يخطط لتوسيع استخدام الجراحة الروبوتية في المستقبل، متوقعاً أن تساهم هذه التقنية في تعزيز الوصول إلى العلاج في المناطق النائية، مما يضمن تغطية صحية شاملة للجميع، وذكر أن تواجد نحو 15 ألف طبيب مغربي في الخارج يُعد من العوامل التي ستساهم في تطوير هذا المجال، من خلال تعزيز التعاون مع الأطباء في الدول الأخرى، مما يزيد من مكانة المغرب كمركز طبي إقليمي ودولي.
الكاف يعلن قائمة حكام دوري أبطال إفريقيا للسيدات 2024