في خطوة استراتيجية لمواجهة تداعيات الجفاف المتواصل، أعلن المغرب عن خطة لبناء تسع محطات جديدة لتحلية مياه البحر، في إطار مساع لتعزيز الأمن المائي وتخفيف الضغط على الموارد التقليدية.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر حول التحديات المائية نظمته منصة “ميديا 24” في مدينة الدار البيضاء، حيث أوضح وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن المغرب يشغل حاليا 17 محطة تحلية، في حين يجري العمل على إنشاء أربع محطات أخرى.
وبحسب الوزير، سترتفع القدرة الإجمالية لمحطات التحلية إلى 1.7 مليار متر مكعب سنويا بحلول عام 2030، ما يشكل تحولا نوعيا في إدارة الموارد المائية بالبلاد، خصوصا في ظل التراجع الحاد في معدلات هطول الأمطار خلال السنوات الأخيرة.
ورغم هذا التوسع، أكد بركة أن المياه المحلاة لن تستخدم لري محصول القمح بسبب تكلفتها العالية والمساحات الواسعة التي تتطلبها زراعته، لكنها ستساهم في تعزيز احتياطي السدود، ما سيسمح بتخصيص المزيد من المياه للزراعة التقليدية.
وتعتزم الحكومة توسيع مجرى مائي رئيسي يربط شمال غرب البلاد بالرباط والدار البيضاء، لتأمين إمدادات المياه إلى المناطق الزراعية الجافة في دكالة وتادلة، وهي خطوة ستُستكمل بحلول عام 2030.
وفي سياق متصل، أفادت وزارة التجهيز والماء، بأن هذا المشروع يحظى بدعم مالي وفني من دولة الإمارات، ضمن اتفاقية تشمل أيضا إنشاء خط كهرباء يمتد على مسافة 1400 كيلومتر، يربط الجنوب المغربي الغني بالطاقة المتجددة بمحطات التحلية المنتشرة في أنحاء البلاد.
ويهدف هذا الربط الكهربائي إلى تقليص تكلفة إنتاج المياه من خلال الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة، في خطوة من شأنها تعزيز استدامة البرنامج الوطني لتحلية المياه.
ومن جهته، صرح وزير الفلاحة أحمد البواري بأن قطاع الثروة الحيوانية في المغرب تكبد خسائر كبيرة خلال السنوات التسع الماضية، حيث انخفضت أعداد الماشية والأغنام بنسبة 38% حتى فبراير الماضي، نتيجة موجات الجفاف المتكررة.
وأشار البواري إلى أن عام 2025 سجل انخفاضا في معدل هطول الأمطار بنسبة 53% مقارنة بمتوسط الثلاثين عاما الماضية، ما فاقم من أزمة المياه وضاعف الضغوط على القطاع الزراعي.
ويعاني المغرب من موجة جفاف متواصلة منذ سبع سنوات، حيث تراجعت معدلات الأمطار بنسبة تتراوح بين 50 و75% مقارنة بالمعدلات التاريخية، ما تسبب في انخفاض كبير في المخزون المائي وتراجع الثروة الحيوانية بنحو 38% منذ عام 2016.
المغرب والبنك الدولي يوقعان اتفاقية بقيمة 350 مليون دولار
