استطلاع حديث أجراه المعهد الملكي الإسباني “إلكانو”، كشف عن تحول لافت في إدراك الإسبان للتهديدات الخارجية، حيث اعتبر 55% من المشاركين أن المغرب يشكل التهديد الأكبر لأمن إسبانيا، متقدما على روسيا التي نالت 33%، والولايات المتحدة التي قفزت إلى 19% بفعل عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وأظهرت النتائج، التي نشرت عبر موقع InfoBae، تغيرا في المزاج العام تجاه الجار الجنوبي، بعد سنوات من التوترات الدبلوماسية المتصاعدة بين مدريد والرباط، كان أبرزها ملف الهجرة، وقضية الصحراء الغربية، ودخول زعيم جبهة البوليساريو سرا إلى إسبانيا عام 2021.
وشمل الاستطلاع عينة تمثيلية من مختلف التيارات السياسية، أشار إلى أن المغرب تفوق على روسيا والصين والولايات المتحدة في ترتيب الدول التي يعتبرها الإسبان تهديدات استراتيجية، وجاءت إسرائيل بنسبة 8%، والصين بنسبة 3%، وإيران بنسبة 1% فقط، في مؤشرات تظهر تبدلا واضحا في أولويات الرأي العام.
وفيما يرى 60% من الإسبان أن بلادهم لا تواجه تهديدا مباشرا حالًا، أعرب 40% عن قلقهم من مخاطر خارجية محتملة، وقد برز الانقسام الحزبي جليا: 56% من ناخبي اليمين أعربوا عن إحساس مرتفع بالخطر، مقابل 29% فقط من اليسار، و38% من الوسطيين.
ورغم تصدر المغرب للمشهد كـ”أول تهديد خارجي”، أعرب 85% من الإسبان عن دعمهم لاستمرار عضوية إسبانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مقابل 15% يفضلون الانسحاب، لكن المفارقة أن 49% فقط أيّدوا زيادة الإنفاق الدفاعي، في حين أبدى النصف الآخر رفضا أو تحفظا، خوفا من أن يأتي ذلك على حساب قطاعات اجتماعية كالتعليم والصحة.
وتظهر الأرقام أن 73% من ناخبي اليمين يؤيدون رفع موازنة الدفاع، مقابل 51% من الوسطيين، و25% فقط من ناخبي اليسار، في تعبير عن الفجوة الأيديولوجية المتزايدة في نظرة الإسبان إلى الأمن القومي.
وتعود أزمة العلاقات بين مدريد والرباط إلى تصاعد الخلاف حول ملف الهجرة من سواحل المغرب نحو جزر الكناري، حيث وصل أكثر من 39,000 مهاجر غير نظامي إلى إسبانيا في 2023، بينهم نسبة كبيرة انطلقت من الأراضي المغربية وفق تقارير وكالة “فرونتكس”.
لغز اختفاء شاب مغربي.. ستة أشهر من الغموض والبحث
