مصالح الدرك الملكي في مدينة طنجة المغربية باشرت تحقيقا أمنيا موسعا، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بعد تفجر قضية يشتبه بتورط مواطن ألماني في استغلال جنسي لقاصرين مغاربة، بالتعاون مع وسيط محلي يُعتقد أنه كان يسهل له الوصول إلى الضحايا.
وكشفت التحقيقات الأولية أن الألماني، الذي اعتاد التردد على مناطق هامشية في ضواحي طنجة، استغل هشاشة الوضع الاجتماعي للأطفال، لا سيما أولئك الذين يعيشون في الشارع أو ينحدرون من أسر فقيرة، وتم توقيفه برفقة شاب مغربي يُشتبه في قيامه بدور الوسيط مقابل مبالغ مالية زهيدة.
وانفجرت القضية بعد توصل السلطات بعدة شكايات من سكان بجماعة اكزناية، أفادوا بملاحظتهم تردد أطفال على منزل المواطن الأجنبي في ظروف غير طبيعية، كما أدلى سائق شاحنة بشهادة عززت الشبهات حول النشاط الإجرامي المشتبه فيه.
وبحسب مصادر أمنية، اعترف الوسيط المغربي أثناء التحقيقات باستدراج قاصرين من الأحياء المهمشة وتسهيل لقائهم بالألماني، الذي سبق أن زار المغرب عدة مرات، ما يفتح احتمال ارتباطه بحلقات مشابهة في مدن أخرى.
ومازالت التحقيقات التقنية جارية لتعقب تحركات المشتبه فيه ومراجعة نشاطه على الإنترنت، وسط مؤشرات على تورطه في شبكة أوسع، قد تكون على صلة بما يُعرف بـ”الجنس الإلكتروني”.
ووفقا لإفادات بعض الأطفال، تم تصويرهم دون علمهم، وبُثّت مشاهدهم في غرف رقمية مغلقة يتابعها مئات المشاهدين حول العالم.
وأمرت النيابة العامة بإيداع المشتبه فيه الرئيسي رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي في طنجة، إلى حين استكمال التحقيقات التي تشمل أيضًا الكشف عن هوية ضحايا محتملين وشركاء آخرين، سواء داخل المغرب أو خارجه.
يذكر أن النيابة العامة سجلت 3,295 قضية اعتداء جنسي ضد قاصرين عند كل محاكم المملكة خلال عام 2022، وهو ما يمثل أكثر من 41 % من إجمالي جرائم العنف ضد الأطفال.
وبحسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكي عام 2023، تم التحقق من 166 ضحية أعمال اتجار، منها 101 ضحية للاستغلال الجنسي و27 استغلالا للعمل القسري.
المغرب ثاني أكبر مستورد للقمح الطري من الاتحاد الأوروبي
