05 ديسمبر 2025

تتهيأ الحياة السياسية في الجزائر لمرحلة جديدة مع إعلان عدد من أحزاب المعارضة عودتها إلى السباق التشريعي المرتقب مطلع عام 2026، في ثاني انتخابات برلمانية تنظم منذ الحراك الشعبي الذي انطلق عام 2019.

ويأتي هذا التحول بعد دورة برلمانية غابت عنها معظم التشكيلات المعارضة، باستثناء حركة مجتمع السلم المحسوبة على التيار الإسلامي.

وأبرز الأحزاب التي قررت خوض الانتخابات المقبلة جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في البلاد، إلى جانب حزب العمال ذو التوجه اليساري، بينما لا يزال التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية يدرس موقفه النهائي.

ومنذ انتخابات 2021، افتقد البرلمان لتعدد الأصوات التي شكلت في السابق مساحة جدلية حيوية أثرت النقاشات المرتبطة بالسياسات العامة ومشاريع القوانين.

أوضح القيادي في جبهة القوى الاشتراكية، وليد زعنابي، أن الحزب يتجه للمنافسة مجددا بعد تقييم شامل للوضع السياسي الداخلي والإقليمي، مشيرا إلى أن مقاطعة انتخابات 2021 جاءت في سياق اتسم بـ”تضييق النقاش العام وتقييد الحريات”.

وأضاف أن المشاركة المقبلة تهدف إلى “إعادة الاعتبار للفعل السياسي، والدفاع عن الحريات الدستورية، وتوسيع فضاءات الحوار الوطني”.

وأشار زعنابي إلى أن الجبهة تسعى لتجديد حضورها في مختلف ولايات البلاد، بما فيها منطقة القبائل التي تعد إحدى قلاعها التاريخية، مؤكدا أن عزوف الناخبين خلال السنوات الماضية ظاهرة مقلقة ينبغي معالجتها عبر إجراءات تهدئة سياسية واقتصادية.

ومن جهته، أكد القيادي في حزب العمال، جلول جودي، أن قرار المشاركة جاء بعد نقاش داخلي معمق، معتبرًا أن الوضع الراهن يتطلب “تحمّل المسؤولية دفاعا عن الحقوق والحريات، والعمل من أجل بناء اقتصاد قوي غير هش”.

وشدد على أن الحزب سيدفع نحو سياسات اجتماعية تهدف إلى مكافحة البطالة، ودعم التعليم والثقافة، ومحاربة أشكال العنف والتمييز.

ويرى المحلل السياسي موسى بودهان أن دخول الأحزاب المعارضة إلى غمار الانتخابات يعزز المسار الديمقراطي، معتبرا أن الدستور يمنح الأحزاب دورا محوريا في تكوين النخب وتنشيط الحياة السياسية.

كما أشار إلى أن الدعوات إلى المقاطعة لا تخدم مبدأ المواطنة، وأن التشريعات الانتخابية الجديدة قد تؤدي إلى استبعاد الأحزاب التي تظل خارج الاستحقاقات.

وتشهد الجزائر تحولات سياسية واقتصادية منذ الانتخابات الرئاسية في سبتمبر 2024، إضافة إلى تحديات إقليمية تتعلق بتوترات الساحل الإفريقي والتموضع الدولي في المنطقة، ما يفرض على الفاعلين السياسيين تكيفا مع بيئة سياسية أكثر تعقيدا.

 

الجزائر تعين قنصلين جديدين في المغرب

اقرأ المزيد