ناقش القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر مع وفد أمريكي رفيع برئاسة مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، تطوير الشراكة وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية والأمنية، بحسب ما نشره مكتب إعلام القيادة العامة، مساء اليوم الثلاثاء.
وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع التصعيد السياسي الذي تشهده ليبيا على خلفية تدخل حكومة “الوحدة الوطنية” المنتهية ولايتها، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في عمل المصرف المركزي، ما تسبب بأزمة سياسية.
وتسعى الولايات المتحدة، التي خسرت نفوذها في الساحل الإفريقي بعد نهوض حركات التحرر الوطنية، إلى التوغل أكثر في ليبيا التي دمرتها قبل 13 عاماً.
ووصل قائد “أفريكوم” إلى قاعدة بنينا الجوية رفقة وفد عسكري والقائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا جيرمي برنت، حيث كان في مقدمة مستقبليهم كل من أمين عام القيادة العامة الفريق خيري التميمي ورئيس أركان الوحدات الأمنية الفريق خالد حفتر، ورئيس أركان القوات البرية الفريق صدام حفتر، ورئيس أركان القوات الجوية الفريق محمد المنفور.
وعقد المشير حفتر اجتماعًاً مع قائد “أفريكوم” والوفد المرافق له، حضره الفريق خيري التميمي والفريق خالد حفتر والفريق صدام حفتر، ومدير إدارة الاستخبارات العسكرية اللواء فوزي المنصوري، ومدير مكتب القائد العام اللواء أيوب بوسيف، وآمر “اللواء 155 مشاة” اللواء باسم البوعيشي.
وقال مكتب إعلام القيادة العامة إن المشير حفتر رحب في مستهل اللقاء بالوفد الأميركي، مشيداً بتطور العلاقات الودية بين القيادة العامة والولايات المتحدة، ومؤكداً أهمية تعزيز التنسيق والتعاون المشترك في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وأوضح مكتب الإعلام أن “الاجتماع تناول أهمية تطوير الشراكة بين البلدين بما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة، وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية والأمنية”.
وأضاف مكتب الإعلام أن مايكل لانغلي، أشاد من جانبه “بالدور المحوري الذي تلعبه القيادة العامة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في ليبيا، وبالجهود التي تبذلها في مراقبة وضبط الحدود مع دول الجوار”.
وقالت السفارة الأميركية في بيان لها عبر منصة إكس إن المحادثات تناولت التزام الولايات المتحدة بتعزيز شراكتها مع الليبيين من جميع أنحاء البلاد، ودعمها للجهود الليبية الرامية إلى حماية سيادة ليبيا في ظل التحديات الأمنية الإقليمية.
وأضافت أن لانغلي وبرنت شددا على أهمية الحفاظ على استقرار ليبيا وخفض التصعيد في ظل التوترات الحالية.
كما قالت السفارة الأميركية إن الولايات المتحدة تحث جميع الأطراف الليبية على المشاركة بشكل بناء في حوار بدعم من المجتمع الدولي.
ويأتي اللقاء بعد إعلان الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب في شرق ليبيا إغلاق حقول النفط والغاز، احتجاجا على قرار المجلس الرئاسي الليبي تعيين مجلس إدارة جديد للمصرف المركزي بدلا من مجلس الإدارة الحالي الذي يرأسه الصديق الكبير.
وجاء قرار الحكومة بعد أسبوعين من إعلان مجلس النواب سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في خطوة تكرس الانقسام السياسي الحاد في البلاد.
وكان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قال أمس إن منع تدفق النفط والغاز سيستمر إلى حين رجوع محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير لممارسة مهامه القانونية، معتبرا أن تعيين المحافظ ليس من اختصاص المجلس الرئاسي، وأن قرار تغيير مجلس الإدارة الحالي يخالف الاتفاق السياسي والإعلان الدستوري.
وكان المجلس الرئاسي الليبي قد أعلن في وقت سابق أنه توصل إلى قرار بالإجماع بالسيطرة على مقر المصرف المركزي، وإعفاء محافظه وتكليف مجلس إدارة جديد.
وتوجد غالبية حقول النفط والغاز الليبية بمناطق سيطرة الحكومة المكلفة من مجلس النواب، في حين تتولى المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس عمليات بيعهما، لتصب العائدات في حسابات خاصة بالمصرف المركزي.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية، المتورطة في الغرب الليبي، إلى التوسع في الشرق الليبي، عبر مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، في محاولة لاستثمار حالة الاستقرار الكبيرة التي تعيشها منطقة سيطرة الحكومة المكلفة من البرلمان بقيادة المشير حفتر، الذي يشكل إحراجاً للولايات المتحدة المتورطة في الغرب الليبي.
وتعاني الولايات المتحدة الأمريكية من ضغوطات عديدة في القارة الافريقية بعد خسارتها مناطق نفوذ عديدة أبرزها النيجر التي أنهت اتفاقية عسكرية وأجبرت واشنطن على سحب قواتها من البلاد، ما دفع الولايات المتحدة للبحث عن موطئ قدم لها في الشرق الليبي المستقر، الذي يشكل حلماً لقوات “افريكوم”.
محافظ مصرف ليبيا المركزي يتلقى دعوة لزيارة موسكو