05 ديسمبر 2025

المحكمة الجنائية الدولية تعلن خطوات ميدانية جادة لتنفيذ أوامر القبض على الرئيس السوداني السابق عمر حسن أحمد البشير وأحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين، ضمن مساعيها لإنهاء الإفلات من العقاب عن جرائم دارفور.

وجاء ذلك خلال إحاطة رسمية قدمتها نزهت شميم خان، نائبة المدعي العام للمحكمة، أمام مجلس الأمن الدولي، حيث أكدت أن مكتبها يخطط للقيام بزيارة جديدة إلى السودان في الفترة المقبلة، مع التركيز بشكل خاص على مسألة تنفيذ أوامر القبض، وأوضحت خان أن المطلوبين لا يزالون داخل الأراضي السودانية، وأن المحكمة لن تتراجع عن التزامها بتحقيق العدالة.

وقالت خان في كلمتها: “نجتمع في وقت قد يبدو فيه من الصعب إيجاد الكلمات المناسبة لوصف عمق المعاناة في دارفور”، مشيرة إلى امتلاك مكتب المدعي العام أسباباً معقولة للاعتقاد بأن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قد ارتُكبت ولا تزال تُرتكب في الإقليم، لاسيما في ظل التطورات الأخيرة التي وصفتها بأنها مؤشر خطير على تفاقم الكارثة الإنسانية.

وفي سياق متصل، أكد مكتب المدعي العام أنه يتابع عن كثب التقارير الميدانية الواردة من ولاية شمال دارفور، والتي وثقت الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع والقوات المساندة لها على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، مشدداً على أن هذه الاعتداءات تنضم إلى سلسلة طويلة من الجرائم المستمرة ضد المدنيين في الإقليم.

وأضافت خان: “سنعمل بكل ما في وسعنا لضمان ألا يفلت أي شخص متورط من العقاب، بما في ذلك عمر البشير وبقية المسؤولين السابقين”، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية في دعم جهود المحكمة، وأوضحت أن استنتاجات مكتب المدعي العام تستند إلى أنشطة ميدانية مكثفة شملت جمع وتحليل الأدلة الوثائقية والشهادات والأدلة الرقمية، لكنها لفتت في المقابل إلى أن حجم التقدم المحرز لا يزال غير كافٍ مقارنة بحجم المعاناة على الأرض.

وبشأن التعاون مع السلطات السودانية، أبدت نائبة المدعي العام تفاؤلاً حذراً، مشيرة إلى وجود مؤشرات إيجابية، خاصة بعد نجاح المحكمة في رفع قضية ضد علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف بـ”علي كوشيب”، والذي اعتبرته خان مثالاً واضحاً على ما يمكن تحقيقه عندما تتضافر الجهود الدولية مع الإرادة الوطنية.

كما كشفت خان أن أنشطة المحكمة خلال الفترة المقبلة ستركز على توثيق الجرائم القائمة على النوع الاجتماعي، مؤكدة أن حماية ودعم نساء دارفور لا يمكن أن يتحققا إلا من خلال عمل جماعي منسق بين المحكمة الجنائية الدولية والمجتمع الدولي بكافة أطرافه.

وتأتي هذه التصريحات بينما تتصاعد الدعوات الدولية لتفعيل آليات العدالة الدولية في السودان، وسط تحذيرات متزايدة من أن استمرار النزاع المسلح قد يؤدي إلى انهيار شامل للأوضاع الإنسانية، الأمر الذي يتطلب تحركاً عاجلاً على المستويين الإقليمي والدولي لوقف الانتهاكات وضمان محاسبة المسؤولين عنها.

الإخوان بين المال والسياسة: شبكة نفوذ تتغذى على الأزمات

اقرأ المزيد