26 ديسمبر 2024

البرلمان الليبي يعلن عزمه إصدار قانون للعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، خطوة تُشعل خلافاً مع المجلس الرئاسي الذي يدير الملف منذ سنوات دون تقدم ملموس.

وأعلن رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، نيته إصدار قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية بهدف تعزيز الاستقرار وبناء الدولة، مما أثار استياء المجلس الرئاسي الذي يتولى هذا الملف منذ سنوات.

وأكد صالح، خلال لقائه مع عدد من مشايخ وأعيان المنطقة الغربية يوم السبت، أن القانون سيتم صياغته بعد مشاورات مكثفة مع مكونات المجتمع والخبراء والمستشارين القانونيين.

وشدد على أن القانون يهدف إلى تحقيق العدالة، وجبر الضرر، وتعويض المتضررين، بالإضافة إلى إنهاء القضايا العالقة، وإطلاق عملية مصالحة شاملة.

وأوضح رئيس البرلمان أن القانون يسعى إلى رأب الصدع بين أبناء الشعب الليبي وتقريب وجهات النظر، دون إقصاء أو تهميش، مشيراً إلى أن الهدف هو الخروج من الانقسام السياسي الحالي وبناء دولة متقدمة تُدار بعيداً عن المركزية والبيروقراطية.

وأثار هذا الإعلان اعتراض رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، الذي طالب البرلمان في رسالة رسمية، نُشرت يوم الأحد، بإقرار مشروع قانون المصالحة الوطنية المُحال من قبله منذ فبراير الماضي، دون أي تعديلات عليه.

ودعا المنفي إلى احترام الاتفاق السياسي والامتناع عن اتخاذ قرارات أحادية الجانب في المرحلة الانتقالية.

وانتقد المنفي خطوة البرلمان، معتبراً أن إصدار قانون جديد للمصالحة يتناقض مع جهود المجلس الرئاسي السابقة، الذي حاول منذ عام 2022 جمع الأطراف المتنازعة دون تحقيق تقدم ملموس بسبب الانقسامات السياسية العميقة.

وفشل المجلس الرئاسي سابقاً في عقد مؤتمر للمصالحة بمدينة سرت، بسبب صراع الأطراف السياسية على السلطة والنفوذ.

ويرى مراقبون أن تغيير الجهة المشرفة على ملف المصالحة إلى البرلمان قد لا يحقق أي تغيير، نظراً لتشابك المصالح السياسية والعسكرية التي تعيق تحقيق المصالحة.

وتصاعدت التوترات بين البرلمان والمجلس الرئاسي بعد قرارات مثيرة للجدل، مثل تغيير إدارة المصرف المركزي وتعيين محافظ جديد من قبل المجلس الرئاسي في أغسطس الماضي، بالإضافة إلى إصدار البرلمان قانون إنشاء المحكمة الدستورية في بنغازي، بدلاً من طرابلس.

وتُظهر هذه التطورات استمرار الانقسامات بين المؤسسات الليبية، مما يعقّد مساعي تحقيق المصالحة الوطنية، ويُبقي الأزمة السياسية في حالة جمود.

تعثر في إعادة بناء مطار طرابلس يثير قلق الشركة الإيطالية “إينياس”

اقرأ المزيد